في أعقاب مشاركته في اجتماع دولي استضافه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وجمع عددًا من قادة أوروبا إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضرورة تشديد العقوبات المفروضة على روسيا، إذا لم تُسفر المفاوضات المرتقبة بينها وبين أوكرانيا عن نتائج ملموسة تؤدي إلى وقف الحرب.

وأكد ماكرون، في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع، أن المجتمع الدولي “متّفق بالإجماع” على أن فشل موسكو في الانخراط الجدي في العملية السلمية، سيقابل بإجراءات تصعيدية إضافية، تهدف إلى فرض المزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على الكرمل
الرئيس الفرنسي موقف موحّد من الأوروبيين تجاه موسكو
وقال الرئيس الفرنسي:“إذا تمّ رفض هذه العملية (عملية السلام)، فنحن أيضا جميعًا متفقون على أنه سيتعيّن تشديد العقوبات، وفي أي حال، اتخاذ موقف يفرض المزيد من الضغط على الجانب الروسي”.
اقرأ أيضًا
ترامب يدفع أوكرانيا لتقديم تنازلات إقليمية في مفاوضات السلام
وأضاف الرئيس الفرنسي أن هذا الموقف الأوروبي جاء ضمن توافق عام تم التوصل إليه خلال محادثات البيت الأبيض، التي حضرها أيضًا كل من المستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
الضمانات الأمنية لأوكرانيا في صدارة الأولويات
وشدد ماكرون على أن المحادثات لم تتناول من قريب أو بعيد مسألة تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لصالح روسيا، وهو الطرح الذي أثار جدلاً خلال الأيام الأخيرة بعد تقارير إعلامية تحدثت عن ضغوط أميركية على كييف لتقديم تنازلات إقليمية مقابل السلام.
وأوضح الرئيس الفرنسي بالقول:“لم نتحدث عن هذا الموضوع على الإطلاق اليوم، وذلك لسببين رئيسيين: أولاً، لأن الأولوية المطلقة في هذه المرحلة هي الضمانات الأمنية التي يجب توفيرها لأوكرانيا، وثانيًا، لأن هذا الملف بالتحديد يجب أن يُناقش في إطار ثنائي بين موسكو وكييف أولاً، ثم في إطار ثلاثي يضم الولايات المتحدة لاحقًا“.
قمة ثلاثية مرتقبة ترعاها واشنطن
وأشار ماكرون إلى أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون الخطوة الأولى في مسار التسوية، على أن يتبعه اجتماع ثلاثي بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك لمناقشة القضايا العالقة، بما في ذلك وضع الضمانات الأمنية، وملامح الاتفاق النهائي.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن تعمل حاليًا على ترتيب هذا اللقاء الثلاثي في موقع لم يُعلن عنه حتى الآن، وسط دعم أوروبي متزايد لجهود الوساطة الأميركية، وإن كان المشهد لا يزال معقّدًا ويحتاج إلى توافقات دقيقة.