تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة من صباح الثلاثاء، مع ترقب المستثمرين لإمكانية عقد محادثات ثلاثية تجمع كلًا من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، وسط مؤشرات على تقدم دبلوماسي قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسي.

أسعار النفط
وبحلول الساعة 05:45 بتوقيت غرينتش، سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بمقدار 53 سنتًا أو ما يعادل 0.8%، ليصل سعر البرميل إلى 66.07 دولار. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر، الذي ينتهي أجله يوم الأربعاء، بمقدار 44 سنتًا أو 0.7%، ليُتداول عند 62.98 دولار للبرميل.
في حين انخفضت عقود الخام الأميركي لشهر أكتوبر/تشرين الأول، والتي تُعد الأكثر تداولًا حاليًا، بمقدار 55 سنتًا أو 0.9% لتصل إلى 62.15 دولار للبرميل، بحسب بيانات وكالة “رويترز”.
اقرأ أيضًا
لولا يدعو ترامب لزيارة البرازيل بعد فرض رسوم جمركية قاسية
جاءت هذه التحركات في الأسواق بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصة “تروث سوشال”، أنه أجرى اتصالًا مباشرًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبدأ الترتيبات لعقد لقاء يجمع بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن يعقبه اجتماع ثلاثي يضم الرؤساء الثلاثة.
وتُعد هذه المبادرة تطورًا سياسيًا بارزًا، يأتي عقب سلسلة من اللقاءات التي عقدها ترامب مع زيلينسكي وعدد من قادة أوروبا في البيت الأبيض، الاثنين، لمناقشة مستقبل الحرب في أوكرانيا، واحتمالات التوصل إلى صيغة سلام برعاية أميركية.
خبراء الطاقة: اللهجة الأميركية بشأن العقوبات أكثر هدوءًا
في هذا السياق، قال كبير محللي الطاقة في بنك “دي.بي.إس”، سوفرو ساركار، إن سوق النفط يتفاعل بوضوح مع نتائج الاجتماعات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المخاوف الجيوسياسية خفت هذا الأسبوع، وهو ما انعكس في أداء الأسعار.
وأضاف ساركار:“رغم غياب اتفاق رسمي على وقف إطلاق النار حتى الآن، فإن التقارب بين الأطراف يُنظر إليه كخطوة إيجابية، ويُقلل من احتمال فرض مزيد من العقوبات الغربية على روسيا في المدى القريب”.
وأشار أيضًا إلى أن نبرة ترامب بشأن العقوبات الثانوية على مستوردي النفط الروسي أصبحت أقل حدة، وهو ما يبعث برسائل تهدئة إلى الأسواق العالمية التي تخشى من اضطرابات إضافية في الإمدادات.
زيلينسكي يشيد بالمحادثات وترامب يسعى إلى اتفاق شامل
من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثاته مع الرئيس الأميركي بأنها كانت “جيدة للغاية”، مشيرًا إلى أنه طلب من واشنطن تقديم ضمانات أمنية قوية لحماية أوكرانيا في أي اتفاق مستقبلي.
في المقابل، يبدو أن ترامب يتحرك لإنهاء أسرع حرب تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، غير أن بعض الحلفاء الأوروبيين وكييف يُبدون تحفظًا إزاء أي تسوية قد تُفرض بشروط روسية.