كشف عدد من الوزراء المتطرفين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن توجهات خطيرة تهدف إلى احتلال قطاع غزة وتهويده، تحت ذريعة “القضاء على حركة حماس” و”ضمان أمن إسرائيل”، في تصريحات أثارت ردود فعل غاضبة على المستويين الإقليمي والدولي.

وزير التراث الإسرائيلي: “غزة بحاجة إلى تهويد واستيطان يهودي”
في تصريحات مثيرة للجدل خلال مقابلة مع إذاعة 103FM، دعا وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، إلى احتلال غزة بشكل كامل، قائلاً: “غزة بحاجة إلى احتلال، وتوطين اليهود، وتهويدها.. وهذا سيفيد اليهود والعرب كما هو الحال في إسرائيل”.
وأضاف الوزير المنتمي لحزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف أن الحكومة تنوي تشجيع الغزيين على مغادرة القطاع إلى دول أخرى، مشيرًا إلى أن إقامة مستوطنات يهودية كبيرة داخل غزة يُعد جزءًا من خطة أوسع لفرض واقع جديد في المنطقة.
انتقادات لنتنياهو ودعوات لتصعيد العمليات في غزة ولبنان
لم يتوقف إلياهو عند حدود غزة، بل انتقد أيضًا “تردد” رئيس الوزراء نتنياهو في اتخاذ خطوات حاسمة تجاه مدينة رفح جنوب القطاع، ولبنان، معتبرًا أن حزبه يعمل على دفع الحكومة نحو تصعيد أكبر وسيطرة كاملة على الميدان.
وفي إشارة إلى التاريخ الصهيوني، قال إلياهو: “في عامي 1948 و1966 لم تكن لدينا الجولان ولا القدس.. علينا التحرك الآن”.
بن جفير: قنابل بدل المساعدات
من جانبه، جدد وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، دعواته المتطرفة إلى احتلال غزة بالكامل وتدميرها، رافضًا أي شكل من أشكال إدخال المساعدات الإنسانية، وقال في تصريحات سابقة: “ما يجب إرساله إلى غزة هو القنابل، والغزو، وتشجيع الهجرة”.
وفي تغريدة على منصة “إكس”، وصف إدخال المساعدات بأنه “عار مخزٍ”، مؤكدًا أنه سيطالب بطرح الملف على طاولة الحكومة في الجلسة الوزارية المقبلة.
سموتريتش: لا لحل الدولتين والاستيطان هو الحل
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، فذهب أبعد من زملائه، معلنًا أن الحكومة تعمل “بشكل منهجي” على محو فكرة الدولة الفلسطينية، واصفًا حل الدولتين بأنه “خطر وجودي”.
وفي حديث لإذاعة “كان” العبرية، قال سموتريتش إن خطته تقوم على فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من قطاع غزة، وإقامة مستوطنات جديدة فيها، مضيفًا: “هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان الأمن”.
اقرأ أيضًا
الملك عبدالله الثاني يؤكد دعم الأردن الكامل للبنان ويشدد على أهمية التعاون الإقليمي
كما دعا إلى تسريع مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة لقطع أوصالها، وإجهاض أي محاولة مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية، مطالبًا نتنياهو بـ”استغلال اللحظة التاريخية” لفرض السيادة الكاملة قبل اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
سياق خطير وخطط تهدد مستقبل الحل السياسي
تعكس هذه التصريحات المتطرفة تصعيدًا غير مسبوق في خطاب عدد من الوزراء داخل الحكومة الإسرائيلية، ما يهدد بتفجير الوضع الإقليمي، ويقوض أي أفق لحل سياسي عادل وشامل في المنطقة، خصوصًا في ظل استمرار الحرب على غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية.