أكدت كوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، أن المبادرات التي تقدم بها الرئيس لي جيه ميونج، في الفترة الأخيرة لا تهدف لتحقيق مصالح أحادية، بل تسعى لضمان الاستقرار والازدهار المشترك في شبه الجزيرة الكورية وذلك ردًا على تصريحات حادة من كيم يو-جونج، شقيقة زعيم كوريا الشمالية، التي هاجمت هذه المبادرات وقللت من قيمتها.

الرئاسة الكورية: نسعى لإنهاء العداء وبدء عصر التعايش
وقال المكتب الرئاسي في سول، في بيان رسمي: “الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها إدارة الرئيس لي جيه ميونج من أجل السلام ليست خطوات تخدم طرفًا واحدًا، بل تهدف إلى تحقيق استقرار وازدهار حقيقيين لكل من الجنوب والشمال”.
وأضاف البيان أن الحكومة الكورية الجنوبية عازمة على ترك عصر العداء والمواجهة خلفها، وفتح صفحة جديدة عنوانها التعايش السلمي والنمو المشترك في شبه الجزيرة الكورية.
شقيقة الزعيم الكوري الشمالي ترفض مبادرة سول وتهاجم الرئيس الكوري
وفي وقت سابق من اليوم، نقلت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية تصريحات كيم يو-جونج، الشقيقة البارزة للزعيم كيم جونج-أون، التي رفضت مجددًا مبادرة السلام التي طرحتها سول، ووصفتها بأنها غير جديرة بالاهتمام.
وقالت كيم في بيانها إن كوريا الجنوبية “لن تصبح أبدًا نظيرًا دبلوماسيًا لكوريا الشمالية”، مضيفة أن الرئيس الكوري الجنوبي “ليس ذلك النوع من الرجال الذي سيغير مجرى التاريخ”، في إشارة إلى تشكيكها في جديته أو قدرته على إحداث تحول حقيقي في العلاقات بين البلدين.
لي جيه ميونج: لا نسعى للتوحيد القسري وسنحترم نظام بيونغ يانغ
وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد ألقى خطابًا مؤخرًا بمناسبة يوم التحرير، أكد فيه أن حكومته تحترم النظام السياسي في كوريا الشمالية، مشددًا على أن التوحيد، إن حدث، لن يكون عبر الاستيعاب أو الفرض، بل من خلال التفاهم المتبادل.
كما تعهد لي باتخاذ خطوات لاستعادة الاتفاق العسكري الموقع بين الكوريتين في عام 2018، والذي تم تعليقه في وقت سابق، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق كان يهدف إلى تخفيف التوترات وخلق مناخ أكثر استقرارًا في المنطقة الحدودية.
اقرأ أيضًا:
وزير الدفاع الإسرائيلي يصدق على خطة “عربات جدعون 2” لاحتلال قطاع غزة
آفاق مستقبلية: حوار مشروط أم مواجهة مفتوحة؟
تعكس هذه التصريحات المتبادلة الجمود المستمر في العلاقات بين الكوريتين، على الرغم من محاولات سول لتحريك المياه الراكدة عبر مبادرات السلام، وبينما تصر كوريا الجنوبية على التهدئة والتعاون، تواصل بيونغ يانغ انتهاج لغة التصعيد والرفض، في وقت تبقى فيه الملفات الأمنية والعسكرية على رأس التوترات في شبه الجزيرة الكورية.