أعلنت السلطات الصحية في البرتغال أن موجة الحر الاستثنائية التي اجتاحت البلاد خلال الصيف الجاري، بدءاً من 27 يوليو (تموز) وحتى 15 أغسطس (آب)، أدت إلى وفاة 1331 شخصاً، معظمهم من الفئة العمرية التي تجاوزت 75 عاماً.

ووفقاً لبيانات نظام معلومات شهادات الوفاة البرتغالي (SICO)، والتي حللتها صحيفة بوبليكو المحلية، فقد شهدت البلاد ارتفاعاً حاداً في معدل الوفيات بنسبة 25% خلال فترة عشرين يوماً متواصلاً من الحرارة المرتفعة.
توزيع الوفيات جغرافياً في البرتغال
وأشارت المديرية العامة للصحة البرتغالية إلى أن موجة الحر لم تقتصر على منطقة بعينها، إذ سُجلت وفيات في جميع أنحاء البلاد، إلا أن بعض الأقاليم كانت أكثر تأثراً من غيرها، خاصة:
-
المناطق الشمالية
-
المناطق الوسطى
-
إقليم ألينتيخو الجنوبي الواقع في جنوب وسط البرتغال
هذه المناطق شهدت أعلى نسب من الإصابات والوفيات الناجمة عن الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
الحرارة والجفاف عاملان قاتلان
وذكرت السلطات الصحية أن موجات الحرارة الشديدة تسهم بشكل مباشر في زيادة حدة الجفاف، كما تؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة، لاسيما أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي، الأمر الذي يجعل الفئات الهشة، خصوصاً المسنين فوق 75 عاماً، الأكثر عرضة للموت في مثل هذه الظروف المناخية القاسية.
اقرأ أيضًا
العالم يواجه إسرائيل.. رفض أوروبي لخطة “E1” وتصعيد غزة
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه التحذيرات الأوروبية من تداعيات التغير المناخي، حيث أصبحت موجات الحر أكثر تكراراً وحدة في السنوات الأخيرة.
ويرى خبراء الصحة العامة أن هذه الظواهر المناخية لم تعد مجرد أحداث طبيعية عابرة، بل أصبحت تهديداً مباشراً لحياة البشر، خصوصاً مع ضعف الاستعدادات الصحية والبنية التحتية في بعض الدول لمواجهة مثل هذه الكوارث المناخية.
البرتغال ليست وحدها
وتتزامن هذه المأساة مع موجات حر مشابهة ضربت عدة دول أوروبية خلال صيف هذا العام، بينها إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، حيث تم تسجيل عشرات حالات الوفاة المرتبطة بارتفاع الحرارة، إلى جانب اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق في مناطق متعددة.