بعد إعلان الأمم المتحدة رسمياً دخول قطاع غزة في حالة مجاعة غير مسبوقة، نشرت صحيفة بريطانية رسالة موقعة من 12 ناجياً من المحرقة النازية (الهولوكوست)، دعوا فيها إسرائيل إلى وقف تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال الموقعون في رسالتهم: «كنا ناجين من الهولوكوست ويهوداً هربنا من النازيين، لا يمكننا الصمت فيما يهدد الجوع حياة المدنيين في غزة».
دعوة عاجلة لإنقاذ المدنيين
الموقعون على الرسالة طالبوا جميع المسؤولين بالتحرك العاجل لإطعام الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة في غزة، معتبرين أن ترك المدنيين للجوع يمثل انتهاكاً صارخاً للقيم الإنسانية.
وأضافوا: «نحن نعلم جيداً معنى الجوع، وندرك قسوته عندما نرى الأطفال يذبلون والناس يضعفون يوماً بعد يوم».
إدانة لـ«حماس» وتأكيد على قيمة الحياة
الناجون شددوا على أنهم لا يساوون بين ما تقوم به إسرائيل في غزة وغرف الغاز النازية، لكنهم أكدوا أن أي دفاع عن النفس لا يجب أن يقود إلى موت أطفال جوعاً.
كما أدانوا هجمات حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، مشيرين إلى أن الغضب لا يجب أن يتحول إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
وجاء في الرسالة: «كل حياة بشرية –يهودية أو فلسطينية أو غيرها– لها قيمة متساوية».
مطالب واضحة للمجتمع الدولي
الرسالة تضمنت دعوة إلى حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن فوراً، ووقف استخدام المدنيين كدروع بشرية، مؤكدين أن إنهاء حكمها الاستبدادي لغزة هو السبيل لسلام دائم بين الشعبين.
في الوقت نفسه، طالب الناجون الحكومات المانحة بزيادة التمويل العاجل وتسهيل تدفق الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع، مع توفير رقابة مستقلة تضمن وصول المساعدات لمستحقيها.
انعدام الثقة بين إسرائيل والمنظمات الأممية
أقر الموقعون بوجود أزمة ثقة بين إسرائيل ووكالات الأمم المتحدة في غزة، لكنهم حذروا من أن ذلك لا يجب أن يكون عائقاً أمام توفير الحلول الإنسانية السريعة.
وأكدوا أن المساعدات التي تصل حالياً إلى غزة قليلة للغاية، ولا تكفي لإنقاذ الفئات الأكثر ضعفاً.
شهادات مؤثرة لناجين من الهولوكوست
شملت قائمة الموقعين أسماء بارزة مثل إيفا كلارك التي وُلدت في معسكر اعتقال ماوتهاوزن عام 1945، وهانيكه دايك التي وُلدت في هولندا مختبئة خلال الاحتلال النازي، وهيدي آرجنت التي هربت من النمسا إلى بريطانيا عام 1939.
كما ضمت الرسالة توقيع جانين ويبر الناجية من لفوف، وجوان سالتر التي فرت من بروكسل طفلة، ومانفريد ديسو الذي غادر برلين إلى بريطانيا.
ومن بين الموقعين أيضاً روث بارني وسيمون وينستو وستيفن فرانك وبيتر بريس ويوديت دافيد وروث شاير، وكلهم عايشوا مآسي الـ “هولوكوست“ونجوا منها.
نداء أخير باسم الإنسانية
الناجون أنهوا رسالتهم بنداء مؤثر موجه إلى قادة العالم: «من أجل إنسانيتنا المشتركة، نرجو منكم إطعام الضعفاء ومنع تجويع الفلسطينيين في غزة.
إذا لم يكن السبب هو الواجب الإنساني، فليكن ذلك باسمنا نحن الناجين. إنه الحد الأدنى من المعايير التي يجب أن يُحاسب عليها أي مسؤول».
اقرأ ايضًا…تقرير دولي يعلن المجاعة رسميًا في غزة.. وتحذيرات من انتشارها جنوبًا