مع استمرار الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال كلمة له في احتفالات عيد الاستقلال في العاصمة كييف، على أن الشعب الأوكراني وحده هو من يمتلك الحق في تقرير مصير بلاده، قائلاً: “مستقبل أوكرانيا سنقرره نحن وحدنا”، في رسالة واضحة موجهة إلى الداخل والخارج مفادها أن أي حلول سياسية أو عسكرية لا يمكن أن تُفرض على كييف من الخارج.

دعوات متكررة للسلام
وفي خطابه، تساءل زيلينسكي: “كم مرة اقترحنا وقف إطلاق النار؟ وكم مرة أكدنا أننا نسعى للسلام؟”، مؤكداً أن بلاده ما زالت تتمسك بخيار السلام العادل والشامل، لكنها ترفض أي صفقات مجحفة أو حلول وصَفها بأنها “عار تُطلق عليه روسيا اسم تسوية”. وأضاف: “نحن بحاجة إلى سلام كريم لا يُملى علينا من أحد، ولهذا السبب نعتمد على دعم العالم أجمع”.
اقرأ أيضًا
الخارجية الفلسطينية: المجاعة في غزة سياسة إسرائيلية متعمدة وليست أزمة طبيعية
دعم غربي متواصل
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن الضمانات الأمنية التي تعهدت بها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية لصالح كييف، ستكون جاهزة خلال أيام قليلة، وهو ما يعكس – بحسب تعبيره – التزام المجتمع الدولي بدعم بلاده في مواجهة الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
انتقادات روسية وتصعيد دبلوماسي
على الجانب الآخر، وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات حادة للغرب، متهماً إياه بالسعي لعرقلة أي مفاوضات سلام. وقال لافروف إن الدول الغربية تبحث دائماً عن ذرائع لتأجيل المفاوضات، مضيفاً أن “زيلينسكي يتعنّت ويضع شروطاً مسبقة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويطالب بعقد اجتماع فوري مهما كانت الظروف”.
وأكد لافروف أن مثل هذه المواقف لا تساهم في تقريب وجهات النظر، بل تزيد من تعقيد المشهد، مشيراً إلى أن روسيا ما زالت متمسكة بخطوات التسوية التي ناقشها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترامب.
ترامب وسيط بين بوتين وزيلينسكي
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد استضاف في البيت الأبيض الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى جانب عدد من قادة أوروبا، في إطار الجهود المبذولة للضغط نحو وقف الحرب. كما عقد الأسبوع الماضي قمة في ولاية ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث عبّر عن أمله في أن يجتمع بوتين وزيلينسكي قريباً لإنهاء الصراع.
غير أن ترامب أبدى خلال الأيام الماضية استياءه من تراجع فرص عقد هذا اللقاء المرتقب، معتبراً أن التأجيل المتكرر يضعف الآمال في التوصل إلى تسوية عاجلة تنهي الحرب التي تدخل عامها الرابع.