إحياء الاسم القديم لـ البنتاجون

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعدت خلال فترته الثانية خططاً لتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى “وزارة الحرب”، وهو الاسم التاريخي الذي كان معتمداً حتى عام 1947. وتأتي هذه الخطوة – بحسب الصحيفة – ضمن رؤية ترامب لإحياء الروح “القوية والحاسمة” التي كانت مرتبطة بالجيش الأمريكي في حقب سابقة.

ووفقاً لمسؤول في البيت الأبيض، فإن التوجه نحو إعادة التسمية لا يزال يلقى اهتماماً داخل دوائر صنع القرار الجمهوري، رغم العقبات القانونية المحتملة. فبينما يتطلب التغيير رسمياً تمريراً من الكونجرس الأمريكي، يدرس البيت الأبيض عدة مسارات بديلة قد تسمح بتنفيذ الخطوة دون تشريع مباشر، مثل ربط التغيير بحالة طوارئ وطنية.

ترامب يشعل نقاشًا جديدًا حول الهوية العسكرية

طرح الرئيس ترامب هذه الفكرة منذ توليه المنصب في 2017، وكرّرها مراراً في خطاباته، معتبراً أن الاسم الحالي لا يعكس الواقع العسكري للولايات المتحدة. وقال في تصريحات له خلال لقائه الأخير مع رئيس كوريا الجنوبية: “لقد انتصرنا في كل الحروب الكبرى عندما كان لدينا وزارة تُدعى وزارة الحرب. أعتقد أن الوقت قد حان للعودة إلى هذا الاسم.”

وبحسب مصادر مطلعة، فإن البنتاجون بدأ بالفعل إعداد مقترحات تشريعية لتفعيل التغيير خلال الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية، وكان من بين أبرز تلك المقترحات إعادة منصب “وزير الحرب” ليكون المسمى الجديد لأعلى مسؤول مدني يشرف على المؤسسة العسكرية.

البنتاجون.. تغيير رمزي أم تحوّل سياسي؟

ويرى مراقبون أن مثل هذا التوجه لا يخلو من البعد الرمزي، إذ يعكس موقف ترامب المعروف بتركيزه على القوة العسكرية والنهج الصارم في السياسة الخارجية. ومع ذلك، فإن الخطوة تثير تساؤلات حول ما إذا كان الهدف منها هو إعادة هيكلة حقيقية، أم مجرد خطوة تحمل دلالة خطابية وشعبوية.

الاسم المقترح يحمل دلالات قوية مرتبطة بتاريخ الولايات المتحدة العسكري. فقد أُنشئت وزارة الحرب عام 1789 لتشرف على شؤون الجيش، فيما كانت القوات البحرية ومشاة البحرية تحت إشراف وزارة منفصلة. واستمرت هذه البنية حتى عام 1947، عندما أُعيد تنظيم القوات المسلحة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث دمج الرئيس هاري ترومان وزارة الحرب مع وزارة البحرية وأُنشئت القوات الجوية كفرع مستقل، تحت مظلة جديدة سُميت آنذاك “المؤسسة العسكرية الوطنية”، قبل أن يُعاد تسميتها لاحقًا إلى “وزارة الدفاع”.

جدل متوقع

من المتوقع أن تثير هذه الخطوة – حال اتخاذها – جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية الأمريكية، لا سيما بين من يرون أن التغيير قد يُرسل إشارات خاطئة للعالم عن التوجهات العسكرية الأمريكية، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة صياغة صورتها على الساحة الدولية بعد سنوات من التوترات والنزاعات.

في المقابل، يرى مؤيدو ترامب أن هذه المبادرة تأتي في إطار إعادة الاعتبار للهوية الأمريكية القوية، وتعكس شفافية أكبر في توصيف دور المؤسسة العسكرية.

حتى اللحظة، لا يوجد تأكيد رسمي من البيت الأبيض على المضي قدماً في هذه الخطط، لكن تصريحات ترامب تشير إلى أن الفكرة لم تُطوَ بعد، بل قد تعود إلى الواجهة في أي وقت، خاصة مع تصاعد الحديث عن الانتخابات القادمة وتطلعاته للعودة إلى الحكم.