كشفت صحيفة التلغراف البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجري محادثات سرية مع قادة أوروبيين لبحث خطة سلام طويلة الأمد في أوكرانيا، تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار ومنع التصعيد مع روسيا. وتشمل الخطة مقترحات غير تقليدية أبرزها الاستعانة بشركات عسكرية أمريكية خاصة كبديل عن نشر قوات نظامية أمريكية.
تفاصيل خطة السلام في أوكرانيا
المرحلة الأولى من الخطة تقضي بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بعمق 20 كيلومتراً على جانبي جبهة القتال، تتولى القوات الأوكرانية الدفاع عنها مدعومة بتحصينات جديدة وتمويل أوروبي.
كما تبحث كييف في شراء أنظمة تسليح أمريكية متطورة مثل صواريخ “باتريوت” وراجمات “هيمارس”، فيما يوفّر حلف الناتو التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي.

مقاولون أمريكيون بدلاً من القوات النظامية
التزاماً بتعهد ترامب بعدم إرسال قوات أمريكية نظامية، تتيح الخطة انتشار مقاولين مسلحين لبناء القواعد الأمامية وحماية الاستثمارات والشركات الأمريكية، على غرار ما جرى في العراق وأفغانستان.
وقال مسؤول بريطاني للصحيفة: “وجود مقاولين أمريكيين يعني وجود جوازات سفر أمريكية على الأرض، وهذا بحد ذاته رادع لبوتين”.
خلافات حول الضمانات الأمنية
إحدى النقاط الخلافية تتعلق بالضمانات الأمنية. فقد اقترحت موسكو إشراك الصين كضامن محتمل، لكن كييف وحلفاءها الأوروبيين رفضوا ذلك.
ورغم أن ترامب لمح في لقاءات أوروبية إلى إمكانية نشر قوات صينية لحفظ السلام، اعتبر الأوروبيون هذه الفكرة “شبه مستحيلة”.
قوة أوروبية محتملة داخل أوكرانيا
تدرس الخطة نشر قوة أوروبية يصل عددها إلى آلاف الجنود داخل أوكرانيا، لتكون خط دفاع ثالث بعد القوات الأوكرانية والمقاولين الأمريكيين.
ورغم تداول تقديرات تصل إلى 30 ألف جندي، فإن الأرقام الحالية باتت أكثر تحفظاً بسبب نقص الموارد وخشية استفزاز روسيا.
الهدف الأساسي لهذه القوة هو طمأنة كييف بأنها لن تُترك وحدها.
تأمين الأجواء والبحر الأسود
من بين الأفكار المطروحة أيضاً:
إطلاق بعثة أوروبية لتأمين المجال الجوي الأوكراني تبدأ من غرب البلاد وتتمدد تدريجياً شرقاً.
إعادة فتح الأجواء أمام الطيران التجاري والاستثمار بعد تثبيت وقف إطلاق النار.
دور تركي محتمل في قيادة مهمة بحرية بالبحر الأسود لتأمين ممرات الشحن وإزالة الألغام، بدعم من رومانيا وبلغاريا.
بعثات التدريب داخل أوكرانيا
إحدى الخطوات العملية المتوقعة تتمثل في نقل بعثات التدريب الغربية إلى داخل الأراضي الأوكرانية بدلاً من إجرائها بالخارج.
وكانت فرنسا قد طرحت الفكرة سابقاً ورفضتها إدارة بايدن، لكنها عادت الآن إلى الطاولة تحت ضغط ترامب.
ومن بين المقترحات نقل بريطانيا لبرنامج التدريب العسكري “إنتر فلكس” إلى غرب أوكرانيا.
اقرأ أيضًا:
سلام أوكرانيا بين وعود ترامب ورفض بوتين
دعم أمريكي حاسم
يتوقع أن توفر الولايات المتحدة الدعم الحيوي في النقل الجوي والإمداد والاستخبارات، وتزويد كييف بصواريخ كروز بعيدة المدى وذخائر متطورة، مع التحكم في مستوى المعلومات الاستخباراتية، ما يمنحها حق “الفيتو” في العمليات.
وبسبب محدودية القدرات الأوروبية، يجري بحث إسناد القيادة لجنرال أمريكي من الناتو مثل الجنرال أليكسوس غرينكيفيتش.
شكوك أوروبية وتوجس روسي
رغم النشاط الدبلوماسي، يبدي الأوروبيون حذراً من التزام ترامب طويل الأمد بسبب تقلب مواقفه، فيما يعتبر مسؤولون غربيون أن موسكو تسعى لكسب الوقت والسيطرة على مزيد من الأراضي.
أما روسيا فوصفت الضمانات الغربية بأنها “أحادية” تستهدف احتواءها فقط.
وفيما ينفي مسؤولون أوكرانيون وجود أي ضغوط أمريكية للتنازل عن أراضٍ، يبقى مستقبل الخطة غامضاً، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت أوكرانيا ستشهد “سلاماً مسلحاً” طويل الأمد أم مجرد هدنة مؤقتة قابلة للانهيار.