بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الالتحاق بالخدمة العسكرية، الثلاثاء، تمهيدًا للهجوم المرتقب على مدينة غزة، في خطوة يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تسريعها، رغم تحذيرات قيادات عسكرية بارزة من تداعياتها.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 ألف جندي احتياط انضموا بالفعل للخدمة، بينما يعمل الجيش على الاستعدادات اللوجستية اللازمة لاستيعاب هذه القوات قبل بدء العملية.
خطة نتنياهو لتوسيع الحملة في قطاع غزة
كان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي برئاسة نتنياهو قد أقر الشهر الماضي خطة لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة بهدف السيطرة الكاملة على مدينة غزة، بعد مواجهات وُصفت بـ”الشرسة” مع مقاتلي حركة حماس خلال المراحل الأولى من الحرب.

ووفقًا للتقديرات العسكرية، تسيطر إسرائيل حاليًا على نحو 75% من مساحة قطاع غزة، إلا أن المعركة على المدينة ما زالت تعتبر العقدة الأبرز في مسار الحرب.
انقسامات بين الحكومة والجيش في إسرائيل
شهد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الأحد الماضي، خلافات حادة بين نتنياهو والوزراء المؤيدين للهجوم من جهة، وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير من جهة أخرى، إذ دعا الأخير إلى إعطاء الأولوية لمسار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ونقل مسؤولون عسكريون ووزراء حضروا الاجتماع عن زامير قوله إن أي هجوم واسع على غزة “سيعرض حياة الرهائن للخطر” وسيفاقم الضغط على الجيش المنهك من العمليات المستمرة منذ أشهر.
الجيش يحذر من التسرع
الخلافات ليست جديدة، فقد سبق أن حذر الجيش الشهر الماضي من تنفيذ تعليمات نتنياهو بالإسراع في السيطرة على غزة، مشيرًا إلى أن الحملة قد لا تبدأ قبل شهرين على الأقل، وذلك بسبب الحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضيرات الإنسانية والعسكرية.
كما أظهرت استطلاعات للرأي بين جنود الاحتياط حالة من عدم الرضا عن خطط الحكومة، حيث عبّر العديد منهم عن قلقهم من “غياب استراتيجية واضحة” بشأن غزة أو خطة لما بعد الحرب.
أحد جنود الاحتياط الذين يخدمون في غزة منذ السابع من أكتوبر قال لوكالة “رويترز”: “لا أشعر حقًا بأن ما نقوم به يضغط على حماس بالقدر الكافي لإجبارها على إطلاق سراح الرهائن”.
هذا التصريح يعكس تزايد التساؤلات داخل المؤسسة العسكرية حول جدوى العمليات الجارية ومدى انسجامها مع الأهداف المعلنة للحكومة.
الوضع الميداني والخسائر البشرية
يؤكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تواصل قتال مقاتلي حماس على مشارف مدينة غزة، إلى جانب تدمير الأنفاق والبنية التحتية وضبط الأسلحة.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وسط تحذيرات دولية متزايدة من كارثة إنسانية.
أزمة الرهائن وتعثر المفاوضات
من جانب آخر، وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود منذ يوليو الماضي. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هناك 20 رهينة على قيد الحياة من أصل 48 ما زالوا محتجزين داخل غزة.
اقرأ أيضًا:
إيران ترد على تفعيل “آلية الزناد”.. رسالة مشتركة مع روسيا والصين
ويرى مراقبون أن هذه القضية تمثل أحد أبرز العوامل المعرقلة لاندفاع الجيش نحو هجوم شامل على المدينة.
تتجه إسرائيل نحو تصعيد عسكري جديد في مدينة غزة عبر الدفع بعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وسط انقسامات داخلية حادة بين القيادة السياسية والعسكرية، ومخاوف من خسائر بشرية أكبر وفشل في تحقيق أهداف واضحة.
ويبقى السؤال المطروح: هل يمضي نتنياهو في خطته للهجوم على غزة رغم التحذيرات، أم يرضخ لضغوط الجيش والداعين إلى وقف إطلاق النار؟