في مواجهة دبلوماسية جديدة تُهدد بزيادة التوتر حول الملف النووي الإيراني، وجهت كل من إيران وروسيا والصين صفعة سياسية موحدة للدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، رافضين بشكل قاطع محاولة تفعيل آلية “سناب باك” التي تمهد لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
“سناب باك” تحت الحصار الثلاثي
جاء ذلك في رسالة مشتركة، وقّعها وزراء خارجية الدول الثلاث، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية، ووجهوها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، في تحرك دبلوماسي يستهدف نزع الشرعية عن الخطوة الأوروبية وإسقاطها قانونيًا وسياسيًا.
- إيران والصين وروسيا تدعو مجلس الأمن لاعتبار تفعيل أوربا آلية “سناب باك” باطلة
في رسالة قوية وواضحة، أعلنت إيران وروسيا والصين رفضها الكامل للتحرك الأوروبي الأخير الهادف إلى تفعيل آلية “سناب باك“، والتي تنص على إعادة فرض عقوبات دولية على إيران بزعم خرقها للاتفاق النووي الموقع عام 2015. وزراء خارجية الدول الثلاث، عباس عراقجي (إيران)، سيرغي لافروف (روسيا)، ووانغ يي (الصين)، وقعوا الرسالة خلال اجتماعهم على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، ووجهوها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
طهران وبكين وموسكو يتحدون العقوبات
وأكدت الرسالة أن الخطوة الأوروبية “باطلة قانونًا” وتفتقر لأي أساس شرعي، باعتبار أن الدول الأوروبية لم تفِ بالتزاماتها تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وبالتالي لا يحق لها استخدام آلية فض النزاع ضد طهران. وأشارت إلى أن الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق في 2018، في عهد الرئيس دونالد ترامب، مثّل أولى الخطوات التي قوّضت الاتفاق، تبعته حالة من العجز الأوروبي عن احتواء تداعيات ذلك الانسحاب.
- تفعيل آلية “سناب باك
وشددت الرسالة على أن الرد الإيراني المتمثل في تقليص الالتزامات النووية جاء بعد “صبر استراتيجي طويل”، وأن تلك الإجراءات كانت ضمن حق الرد المشروع بموجب القانون الدولي، ولا تُعد خرقًا يبرر تفعيل العقوبات. واعتبرت الرسالة أن محاولة الدول الأوروبية استخدام “سناب باك” اليوم بمثابة مكافأة لانسحاب واشنطن، وعقوبة لإيران على التزامها السابق بالاتفاق.
وأضاف الموقعون أن تفعيل الآلية هو تشويه لصلاحيات مجلس الأمن، واستغلال سياسي لأدوات القانون الدولي، محذرين من خطورة هذه الخطوة على وحدة المجلس وحياده. ودعت الرسالة أعضاء المجلس إلى تجاهل الإخطار الأوروبي، والتمسك بالمسار الدبلوماسي المتعدد الأطراف.
وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد أبلغت مجلس الأمن يوم 28 أغسطس نيتها تفعيل آلية “سناب باك”، على خلفية ما وصفته بـ”عدم امتثال إيران للاتفاق”، وهي الخطوة التي أعادت إحياء الجدل حول مستقبل الاتفاق النووي، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا دبلوماسيًا متزايدًا.
الموقف الثلاثي الصيني-الروسي-الإيراني لا يُعد فقط اعتراضًا على العقوبات، بل يُشكل أيضًا تحديًا مباشرًا لمحاولات الغرب فرض رؤيته الأحادية في القضايا الدولية، ويؤكد بوضوح أن ملف إيران النووي لم يعد يُدار فقط على طاولة واحدة.