أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اكتشاف جزيئات يورانيوم طبيعي في موقع في سوريا لم يُعلن اسمه، يُعتقد أنه مرتبط بموقع دير الزور الذي استهدفته غارة إسرائيلية في عام 2007.
ووفقاً لتقرير سري وُزع على مجلس حكام الوكالة، أوضحت النتائج أن هذه الجزيئات مصدرها نشاط بشري بعد معالجات كيميائية، وهو ما يعزز الشكوك بوجود مفاعل نووي غير مصرح به في سوريا.
خلفية الغارة الإسرائيلية وتاريخ الاتهامات
يعود الجدل إلى الغارة الجوية الإسرائيلية التي نُفذت في سبتمبر 2007 واستهدفت مبنى في دير الزور وصفتها تل أبيب لاحقاً بأنه مفاعل نووي قيد الإنشاء.
ورغم نفي السلطات السورية المتكرر لهذه المزاعم، اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها عام 2011 أن الموقع على الأرجح كان مفاعلاً نووياً كان يجب الإعلان عنه رسمياً.
ومنذ ذلك الحين، ظل الملف محل نزاع بين دمشق والوكالة، مع استمرار الجدل حول طبيعة النشاط النووي في سوريا في تلك الفترة.
التحقيقات الدولية وتطورات جديدة
خلال زيارة أجراها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى دمشق عاصمة سوريا في مارس 2024، التقى الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة القضايا العالقة المتعلقة بالبرنامج النووي السوري.
وقد حصلت الوكالة لاحقاً على تفويض رسمي لأخذ عينات من ثلاثة مواقع مرتبطة بمجمع دير الزور.
وخلال عام 2024 تم جمع عينات بيئية أظهرت وجود “عدد كبير من جزيئات اليورانيوم الطبيعي”، وهو ما أعاد الملف إلى دائرة الضوء.
وفي يونيو 2025، سمحت السلطات السورية للمفتشين مرة أخرى بجمع عينات إضافية لتعزيز التحقيقات.
موقف سوريا واحتمالات إغلاق الملف
بحسب ما ورد في تقرير الوكالة، أكدت السلطات السورية الحالية أنها لا تمتلك أي معلومات لتفسير وجود هذه الجزيئات النووية في الموقع، مشيرة إلى تعاونها مع المفتشين الدوليين في إطار الجهود المبذولة لحسم القضية.
وأشارت الوكالة إلى أن نتائج التحاليل البيئية المنتظر الإعلان عنها لاحقاً ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الملف يمكن إغلاقه نهائياً أم سيبقى مفتوحاً ضمن قضايا الانتشار النووي المعلقة.
اقرأ ايضًا…قطر تحذر: خطة إسرائيل لاحتلال غزة تهدد الجميع بمن فيهم المحتجزون