أكدت طهران مجددًا تمسكها بموقفها الرافض لإدراج برنامجها الصاروخي ضمن أي اتفاق نووي محتمل، وذلك رغم تصاعد الضغوط الأمريكية والدعوات الأوروبية لإحياء المفاوضات المتعثرة.
وقال علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن مسار المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لم يُغلق بشكل كامل، لكنه أشار إلى أن المطالب الأمريكية المتعلقة بفرض قيود على برنامج الصواريخ الإيراني “تُعيق تقدم أي مفاوضات”.

تعثر المفاوضات النووية بعد التصعيد العسكري
كانت الجولة السادسة من المفاوضات النووية الإيرانية – الأمريكية قد توقفت بعد اندلاع حرب استمرت 12 يومًا في يونيو/حزيران الماضي.
وخلال تلك المواجهة، شنت إسرائيل والولايات المتحدة هجومًا مشتركًا استهدف منشآت نووية إيرانية، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية على مواقع إسرائيلية، في أخطر مواجهة مباشرة منذ سنوات.
تصريحات لاريجاني: “خطوط حمراء غير قابلة للتفاوض”
في منشور على منصة “إكس”، كتب لاريجاني: “نسعى بالفعل إلى مفاوضات عقلانية، لكنهم يُمهدون طريقًا لإلغاء أي محادثات عبر إثارة قضايا غير قابلة للحل، مثل فرض قيود على البرنامج الصاروخي الإيراني”.
وتؤكد هذه التصريحات أن القدرات الدفاعية الإيرانية تبقى خارج أي إطار تفاوضي، وهو موقف ثابت عبرت عنه طهران مرارًا في مواجهة الضغوط الغربية.

المخاوف الغربية من الطموحات النووية
تخشى الدول الغربية من أن يؤدي برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني إلى إنتاج مواد قد تُستخدم في تصنيع رؤوس حربية نووية، خاصة مع تطوير إيران لصواريخ باليستية طويلة المدى.
لكن إيران تنفي هذه المزاعم، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية مثل توليد الكهرباء والأبحاث الطبية. كما شددت على أن صواريخها غير مصممة لحمل رؤوس نووية.
الموقف الأوروبي: عقوبات تلوح في الأفق
تأتي تصريحات لاريجاني بعد أيام من إعلان فرنسا وألمانيا وبريطانيا تفعيل آلية “معاودة فرض العقوبات” التي تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب تجاوزاتها النووية.
وطالبت الدول الثلاث، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، إيران بالدخول في مفاوضات جادة مع الولايات المتحدة، مقترحة تعليق تفعيل العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر في حال التزمت طهران بالشروط المطروحة.
اقرأ أيضًا:
إسرائيل تدفع بعشرات الآلاف من جنود الاحتياط للهجوم على غزة وسط خلافات داخلية
مستقبل المفاوضات النووية
يرى محللون أن تمسك إيران بخطوطها الحمراء بشأن البرنامج الصاروخي سيظل أكبر عقبة أمام أي اتفاق جديد، في ظل إصرار واشنطن والعواصم الأوروبية على ربط الملف النووي بملفات الأمن الإقليمي والصواريخ الباليستية.
وبينما تواصل إيران التأكيد على الطابع “الدفاعي” لبرامجها العسكرية، يزداد القلق الدولي من أن استمرار الجمود قد يقود إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري والعقوبات الدولية.
تبدو المفاوضات النووية بين إيران والغرب أمام مفترق طرق جديد: إما العودة إلى طاولة الحوار مع الحفاظ على البرنامج الصاروخي بعيدًا عن النقاش، أو مواجهة مزيد من العقوبات والتوترات الإقليمية.
ويبقى السؤال: هل تنجح الجهود الأمريكية والأوروبية في إقناع طهران بالمرونة، أم أن إيران ستواصل التمسك بخطوطها الحمراء مهما كانت التكاليف؟