رفضت موسكو، اليوم الأربعاء، تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس، التي وصف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه “أخطر مجرم حرب في عصرنا”، واعتبرتها تصريحات لا تتمتع بالجدية ولا تستحق الأخذ بعين الاعتبار، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس”.
الكرملين: “ميرتس ليس طرفًا موضوعيًا”
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن ميرتس “أدلى في الآونة الأخيرة بسلسلة من التصريحات العدائية والسلبية تجاه الرئيس بوتين”، مضيفًا أن هذه المواقف تعكس انحيازًا سياسيًا صارخًا، يجعل من المستحيل النظر إلى تصريحاته أو اقتراحاته بجدية.
وتابع بيسكوف: “ميرتس ليس طرفًا موضوعيًا، وبالتالي فإن كل ما يصدر عنه، سواء من انتقادات أو اقتراحات لمكان انعقاد مفاوضات محتملة بين موسكو وكييف، لا يحظى بأي اهتمام أو اعتبار في الكرملين”.
ميرتس يصعّد: “بوتين أخطر مجرم حرب في عصرنا”
وكان فريدريش ميرتس، وهو رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني وأحد أبرز الشخصيات السياسية في ألمانيا، قد أدلى بتصريحات لافتة في مقابلة تلفزيونية، قال فيها إن “بوتين مجرم حرب، وربما أخطر مجرم حرب في عصرنا الحديث”.
كما اتهم موسكو بارتكاب “جرائم حرب فظيعة”، بينها ما وصفه بـ”إرهاب المدنيين في أوكرانيا”، داعيًا إلى “موقف دولي أكثر حزمًا تجاه القادة الذين يخرقون القوانين الدولية ويرتكبون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
دعوة إلى مفاوضات في جنيف و”تحالف الراغبين” على الطاولة
وفي خضم تصعيده ضد موسكو، اقترح ميرتس عقد قمة ثلاثية في مدينة جنيف تجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لإطلاق محادثات لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأكد ميرتس أنه سيطرح هذا المقترح خلال اجتماع يعقد، يوم الخميس، يضم ممثلين عن نحو 30 دولة ضمن إطار “تحالف الراغبين”، وهو تحالف دولي غير رسمي يعمل على تنسيق الدعم العسكري والسياسي لكييف، تحضيرًا للمرحلة التالية من الحرب، أو لما بعد نهايتها.
اقرأ ايضًا:
زيلينسكي يعلن عن تعزيزات روسية جديدة في قطاعات معينة من خط المواجهة
موسكو: اقتراحات لا تتمتع بالمصداقية
ورغم أن المقترح يشير إلى وجود مساعٍ دبلوماسية لدى بعض الأطراف الأوروبية، إلا أن الكرملين أكد أن هذه الطروحات لا تحظى بأي مصداقية داخل روسيا، واصفًا إياها بأنها تعكس “انحيازًا مفرطًا وعداءً سافرًا”، يجعل من الصعب إدراجها ضمن أي مسار جدي نحو تسوية سياسية للنزاع.
وأضاف بيسكوف أن التصعيد اللفظي من شخصيات أوروبية بارزة لا يخدم جهود السلام، بل يزيد من تعقيد المشهد الدولي ويضعف فرص الحلول الدبلوماسية القائمة على التوازن والاحترام المتبادل.
أزمة ثقة متصاعدة بين موسكو وبرلين
تعكس هذه التصريحات المتبادلة حالة التوتر المتزايدة بين روسيا وألمانيا، خصوصًا مع تصاعد حدة الخطاب السياسي من الجانب الألماني، في وقت تلعب فيه برلين دورًا رئيسيًا في تقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022.
ويبدو أن العلاقة بين موسكو والعواصم الأوروبية، وعلى رأسها برلين، تتجه نحو مزيد من التدهور، في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية على استئناف حوار سياسي شامل بين روسيا والغرب في المستقبل القريب.