رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” الأمريكية أمس الجمعة (5 سبتمبر 2025)، دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو والتفاوض على تسوية دبلوماسية، مؤكداً أن بلاده تتعرض يومياً لهجمات صاروخية تمنعه من مغادرة كييف.

وقال زيلينسكي بوضوح: “يمكنه القدوم إلى كييف. لا أستطيع الذهاب إلى موسكو، وبلادي تتعرض للقصف الصاروخي يوميًا.. بوتين يتفهم هذا”، في إشارة إلى رفضه أي تفاوض خارج الأراضي الأوكرانية.
اقرأ أيضًا
مصر وقطر تقودان مبادرة لوقف حرب غزة.. هدنة ستين يومًا وممر إنساني مفتوح
بوتين: “مستعد لاستقبال زيلينسكي وضمان أمنه بالكامل”
في المقابل، جدّد الرئيس الروسي خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي، إعلانه الاستعداد للقاء زيلينسكي، لكنه شدد على أن مكان اللقاء يجب أن يكون في موسكو.
وقال بوتين: “إذا كانت القيادة الأوكرانية جادة في رغبتها بالتفاوض، فليأتوا إلى موسكو، وسنضمن لهم الأمن بنسبة 100%”.
لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق شامل مع أوكرانيا “غير ممكن حالياً”، بسبب ما وصفه بـ”صعوبات قانونية وتقنية”، مضيفاً أن الإرادة السياسية من الجانب الأوكراني محل شك.
الكرملين يتهم الأوروبيين بعرقلة التسوية
وعلى خلفية تصريحات الرئيسين، اتهم الكرملين الدول الأوروبية بـ”عرقلة” أي تقدم في مسار السلام، وذلك بعد اجتماع عقدته عواصم أوروبية داعمة لكييف للبحث في الضمانات الأمنية التي يمكن منحها لها ضمن أي اتفاق مستقبلي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن أن تأتي عبر نشر قوات عسكرية أجنبية، محذراً من أن أي وجود عسكري غربي على الأراضي الأوكرانية سيُعد هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.
تحركات دبلوماسية وتحالف دولي لدعم كييف
بالتوازي، اجتمع قادة “تحالف الراغبين” — وهو تحالف يضم نحو 30 دولة معظمها أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة — يوم الخميس الماضي، لمناقشة مستقبل الدعم العسكري والأمني لكييف.
وشارك بعض القادة حضورياً في باريس، بينما انضم آخرون عبر تقنية الفيديو، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعلى هامش الاجتماع، التقى زيلينسكي المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، في العاصمة الفرنسية.
مأزق تفاوضي مفتوح
وبينما يكرر بوتين إبداء استعداده للحوار المشروط من موسكو، يصر زيلينسكي على أن أي مفاوضات يجب أن تتم من داخل أوكرانيا وتحت القصف الروسي المستمر، ما يضع عملية السلام في مأزق جديد يزيد من تعقيد الأزمة الممتدة منذ اندلاع الحرب في عام 2022.