شدد وزير الاتصال الحكومي في الأردن، محمد حسين المومني، على رفض بلاده القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكداً أن هذا الموقف يمثل «خطاً من نار» في مواجهة أي مخططات تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
وجاءت تصريحاته في وقت يتزايد فيه الحديث عن سيناريوهات نزوح قسري لسكان قطاع غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
موقف أردني ثابت ودعم لحقوق الفلسطينيين
أكد المومني عبر منصة “إكس” أن التهجير القسري غير مقبول لا من الشعب الفلسطيني ولا من أي دولة في المنطقة، وعلى رأسها الأردن، مشدداً على أن حق العودة هو الأساس الثابت والحق الإنساني والقانوني الذي لا يمكن التنازل عنه.
ووصف دعوات التهجير بأنها اعتداء على سيادة الدول وإعلان حرب صريح، معتبراً أنها تعكس عقلية عنصرية بائدة تجاوزها الزمن وأصبحت خارج إطار الإنسانية. وأشار إلى أن الأردن يقف ضمن جبهة عربية متماسكة ترفض التهجير وتعيد تذكير العالم بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
تحذيرات من نزوح جديد في غزة
تزامنت تصريحات الوزير الأردني مع إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارات جديدة لسكان مدينة غزة، حيث دعاهم إلى الانتقال جنوباً إلى ما وصفها بـ«منطقة إنسانية» تحسباً لشن هجوم بري على أكبر مدن القطاع.
وأصدر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، تحذيرات موجهة إلى سكان أحياء محددة بينها البلوكات 726، 727، 784 و786، وخاصة برج الرؤيا والمناطق المجاورة له عند مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية.
هذه الإنذارات أثارت موجة نزوح إضافية باتجاه جنوب القطاع، لتضاف إلى موجات سابقة خلفتها العمليات المستمرة.
أوضاع إنسانية متدهورة للسكان
رغم دعوات النزوح، يؤكد العديد من سكان غزة أن «لا مكان آمناً في القطاع»، حيث يفضل كثيرون البقاء في منازلهم على مواجهة مصير النزوح المتكرر.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 80 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة إلى الجنوب حتى مساء الخميس، من أصل نحو مليون و200 ألف ما زالوا يقطنون المدينة.
ونصب آلاف النازحين خيامهم على شاطئ البحر في مناطق سبق أن صنفتها إسرائيل كمناطق «حمراء»، خاصة في محيط منطقة الفروسية شمال غرب المدينة، ما يزيد من المخاطر الإنسانية في ظل غياب أماكن آمنة ومكتظة بالسكان.
رفض عربي متصاعد للتهجير
تأتي هذه التطورات في وقت تتسع فيه المواقف العربية الرافضة لسيناريوهات التهجير، وسط تحذيرات من أن أي محاولة لفرض واقع جديد ستقود إلى تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة برمتها.
ويؤكد الأردن، إلى جانب دول عربية أخرى، أن الحل العادل يكمن في الاعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ووقف السياسات التي تستهدف وجوده على أرضه.
اقرأ ايضًا…قطر تدين تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين وتصفها بالامتداد لنهج الاحتلال