تُعرف الكزبرة منذ القدم بلقب “الطبيب الأخضر” بفضل خصائصها الطبية المتعددة، إذ تساهم في تحسين عملية الهضم وتنقية الجسم والحد من الالتهابات، لما تحتويه من مواد حيوية نشطة.
وتعود شهرتها إلى كونها أحد المكونات الأساسية في مطابخ الشرق الأوسط والقوقاز والهند وأمريكا الجنوبية، حيث تُستخدم أوراقها وسيقانها الطازجة، بينما تُعرف ثمارها باسم الكزبرة العطرية.
وتتميز الكزبرة بنكهتها المنعشة التي تميل إلى الحموضة واللذع الخفيف، لكن بعض الأشخاص يجدون طعمها غير مقبول بسبب عوامل وراثية، إذ أظهرت الدراسات أن حاملي جين معين مرتبط بإدراك الروائح يشبهون رائحة الكزبرة برائحة الصابون.
قيمة غذائية عالية ومضادات أكسدة قوية
الكزبرة غنية بالفيتامينات الأساسية مثل A وC وK ومجموعة فيتامينات B، إضافة إلى المعادن الضرورية للجسم مثل الكالسيوم، البوتاسيوم، الحديد، والمغنيسيوم، ما يجعلها بمثابة مكمل غذائي طبيعي مهم، خصوصاً في فصل الشتاء أو عند ضعف المناعة.
كما تحتوي على مركبات الفلافونويدات والكاروتينات ذات الخصائص المضادة للأكسدة، التي تساهم في مكافحة الجذور الحرة، إبطاء شيخوخة الخلايا، والحد من الالتهابات المزمنة.
وإلى جانب ذلك، تمتلك الكزبرة تأثيراً مضاداً للميكروبات، وقد استُخدمت قديماً في تنقية المياه وتعقيم الأطعمة.
وتؤكد الدراسات الحديثة فعاليتها في مقاومة بعض البكتيريا المسببة للأمراض مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية.
دعم للهضم وتأثير على الحالة النفسية
إلى جانب قيمتها الغذائية، فإنها تُعتبر محفزاً لطيفاً لعملية الهضم، حيث تقلل من تكوّن الغازات وتساعد على إفراز الصفراء، وهو ما جعلها علاجاً شائعاً في الطب التقليدي للتخفيف من ثقل المعدة، الانتفاخ، والغثيان.
كما بينت الدراسات أن لمستخلص الكزبرة تأثيراً إيجابياً على الجهاز العصبي، إذ يمكن أن يساهم في تقليل مشاعر القلق ويساعد على تحسين النوم والتخفيف من الأرق، ما يضيف بعداً آخر لفوائدها الصحية.
موانع الاستخدام ونصائح لتناولها
رغم فوائدها العديدة، هناك حالات تستدعي الحذر عند تناولها، فالأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم قد يشعرون بالدوار أو النعاس بسبب تأثيرها الموسع للأوعية الدموية.
كما قد تتسبب في ردود فعل تحسسية نادرة تشمل الحكة، الطفح الجلدي أو تورم الأغشية المخاطية، خاصة لدى من لديهم حساسية تجاه البقدونس أو الشبت أو الكرفس.
ولا يُنصح بتناولها أثناء تفاقم قرحة المعدة أو التهاب المعدة الحاد، إذ قد تزيد من إفراز العصارة المعدية.
أما بالنسبة للنساء الحوامل، فإن الكميات الكبيرة من الكزبرة قد تؤثر على توتر الرحم، لكن تناولها المعتدل ضمن النظام الغذائي يعتبر آمناً.
وينصح الخبراء بتناول الكزبرة طازجة مع السلطات والأطعمة المختلفة، أو إضافتها إلى العصائر، كما يمكن تعزيز فوائدها المضادة للبكتيريا بخلطها مع الثوم والليمون.
اقرأ ايضًا…دراسة أمريكية: الإفراط في الجري لمسافات طويلة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون