أحيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، الذكرى الرابعة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، في مراسم رسمية داخل البنتاغون بولاية فرجينيا.
واستعاد ترامب في كلمته لحظات مؤثرة من يوم الهجمات، بما في ذلك مقتطفات من أحاديث ركاب الطائرات المختطفة.
وقال ترامب: “اليوم، بصفتنا أمة واحدة، نجدد عهدنا المقدس بأننا لن ننسى مطلقاً أحداث 11 سبتمبر 2001”. وأضاف: “إن العدو محكوم عليه بالفشل دائماً، فنحن نتحدّى الخوف ونَثبُت في وجه النيران”.
وخلال المراسم التي أقيمت في النصب التذكاري للبنتاغون حيث تُعرض 184 مقعداً منقوشاً بأسماء ضحايا الهجوم على وزارة الدفاع الأميركية، وضع ترامب إكليلاً من الزهور وسط حضور عسكريين وناجين وأسر الضحايا. وأكد في خطابه: “لن ننسى أبداً الأبطال الذين هربوا نحو الخطر، والعائلات التي تحملت خسائر لا يمكن تصورها، والعزيمة التي تميز أمتنا”.
فعاليات في نيويورك وبنسلفانيا
شهدت مدينة نيويورك أجواء مهيبة في موقع “غراوند زيرو”، حيث اجتمعت عائلات الضحايا لإحياء الذكرى بقراءة الأسماء والوقوف لحظات صمت عند توقيتات الأحداث، بدءاً من اصطدام الطائرة الأولى بالبرج الشمالي عند الساعة 8:46 صباحاً وحتى انهيار البرج الأخير في 10:28 صباحاً.
وحضر الفعالية قادة سياسيون بارزون إلى جانب الناجين وأسر الضحايا. وفي مدينة شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، أقيمت مراسم مشابهة لتكريم ركاب الرحلة رقم 93 الذين حاولوا السيطرة على الطائرة المختطفة قبل تحطمها في حقل زراعي، حيث تليت أسماء الضحايا ووضعت أكاليل الزهور تكريماً لتضحياتهم.
غياب نائب الرئيس وتداعيات سياسية
كان من المقرر أن يمثل نائب الرئيس جي دي فانس الإدارة الأميركية في فعالية نيويورك، لكنه ألغى حضوره بشكل مفاجئ وتوجه إلى ولاية يوتا للقاء أسرة الناشط المحافظ تشارلي كيرك الذي قُتل برصاص مسلح قبل يوم من الذكرى.
وقد أثارت هذه الحادثة جدلاً واسعاً وزادت من الإجراءات الأمنية في مواقع إحياء ذكرى الهجمات.
وقال متحدث باسم فانس: “هذا وقت للحزن والدعم”، مؤكداً غياب أي بديل رسمي عن البيت الأبيض في موقع غراوند زيرو.
وأوضحت السلطات في نيويورك أنها عززت وجود الشرطة بشكل استثنائي تحسباً لأي طارئ، مشيرة إلى أن مقتل كيرك كان عاملاً إضافياً في تشديد الإجراءات.
أثر الهجمات وتوثيقها المستمر
الهجمات التي نفذها تنظيم “القاعدة” في 2001 أودت بحياة 2977 شخصاً، بينهم رجال إنقاذ وضباط شرطة وموظفون مدنيون، وغيرت مسار السياسة الأميركية داخلياً وخارجياً، وأسفرت عن حروب طويلة في أفغانستان والعراق.
وبعد أكثر من عقدين، لا تزال التداعيات مستمرة، إذ يواجه خالد شيخ محمد، المتهم بتدبير الهجمات، إجراءات قانونية لم تكتمل منذ اعتقاله عام 2003. كما أنفقت الحكومة الأميركية مليارات الدولارات لتعويض المتضررين من الغبار السام في مانهاتن.
وفي خطوة جديدة للتوثيق، جمعت مكتبة نيويورك العامة أكثر من 700 ساعة من اللقطات المصورة للهجمات من سكان المدينة، ومن المقرر أن تصبح متاحة للجمهور تدريجياً حتى عام 2030، بوصفها سجلاً تاريخياً يعكس تفاصيل اليوم الذي غيّر وجه العالم.
اقرأ ايضًا…دقائق غيّرت القرن.. «أحداث 11 سبتمبر» 102 دقيقة قلبت كوكبًا