تُعد الكنافة النابلسية واحدة من أبرز الحلويات الشرقية التي ارتبط اسمها بمدينة نابلس الفلسطينية، حتى أصبحت علامة مميزة للمدينة وأحد عناصر هويتها الثقافية. لم تعد الكنافة مجرد حلوى تقليدية تُقدَّم في المناسبات، بل تحولت إلى رمز للضيافة والتراث العربي، وطبق رئيسي على موائد شهر رمضان والمناسبات السعيدة.

أصل الحلوى وانتشارها
يعود أصل الكنافة إلى مئات السنين، حيث ذُكرت في كتب التاريخ الإسلامي بأنها كانت تقدم كوجبة مشبعة في العصور الأموية والعباسية.
لكن الكنافة النابلسية تحديدًا اكتسبت شهرتها بفضل استخدام جبنة نابلس البيضاء كعنصر أساسي فيها، ما جعلها مختلفة عن الكنافة المصرية أو الشامية التي تعتمد على المكسرات والقشطة.
اقرأ أيضًا
خطوة بخطوة.. كيف تحضرين البقلاوة التركية في مطبخك؟
اليوم، لم يعد انتشارها مقتصرًا على فلسطين وبلاد الشام، بل تجاوز ذلك إلى مختلف الدول العربية وحتى المطابخ العالمية، حيث تباع في مطاعم الحلويات التركية، وفي أوروبا والخليج، كواحدة من الحلويات الشرقية الأكثر طلبًا.
المكونات الأساسية للكنافة النابلسية
لتحضير الكنافة النابلسية على أصولها، يلزم توفير بعض المكونات الرئيسية:
-
نصف كيلو من عجينة الكنافة الطازجة.
-
200 جرام من الزبدة أو السمن البلدي.
-
400 جرام من جبنة نابلسية (يمكن استبدالها بالموزاريلا أو عكاوي منزوع الملح).
-
كوب من القطر (الشربات) المُعد مسبقًا من السكر والماء وعصير الليمون.
-
ملعقة صغيرة من ماء الزهر أو ماء الورد لإضافة نكهة مميزة.
-
فستق حلبي مطحون للتزيين.
خطوات التحضير
-
تجهيز الكنافة: تُفرد عجينة الكنافة وتُفرك جيدًا بالسمن حتى تتشربه بالكامل.
-
إعداد الطبقة الأولى: يوضع نصف كمية الكنافة في صينية دائرية مدهونة بالسمن، مع الضغط عليها برفق حتى تتماسك.
-
إضافة الجبنة: تُوزع الجبنة البيضاء بعد تصفيتها من الملح فوق طبقة الكنافة بشكل متساوٍ.
-
الطبقة الثانية: يُضاف النصف المتبقي من الكنافة فوق الجبنة، مع تسويتها جيدًا.
-
الخبز: تدخل الصينية إلى فرن متوسط الحرارة حتى تأخذ الكنافة لونًا ذهبيًا مائلًا للاحمرار.
-
إضافة القطر: فور خروجها من الفرن، يُسكب القطر الساخن فوقها، وتُزين بالفستق الحلبي.
سر النكهة الأصيلة
يكمن سر الطعم المميز للكنافة النابلسية في الجبنة الطازجة المستخدمة، حيث تُنقع عادة في الماء لعدة ساعات لتقليل الملوحة، ثم تُصفى وتُستخدم مباشرة. كما أن استخدام السمن البلدي أو الزبدة الطبيعية يعطيها نكهة أغنى مقارنة بالزيوت النباتية.
بين التراث والحاضر
لا تقتصر الكنافة النابلسية على كونها وصفة تقليدية فحسب، بل أصبحت جزءًا من الهوية الفلسطينية والعربية. في مدينة نابلس، ما زالت محلات الحلويات تتفنن في إعدادها يوميًا، حتى صارت مقصدًا للسائحين والزوار الذين يعتبرون تذوقها تجربة لا تُنسى.