أثار زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها أن ما تردد بشأن مقترح مصري لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية يشكل تهديداً مباشراً لما تبقى من مسار السلام في المنطقة، مؤكداً أن إسرائيل تدفع ثمن سياسات حكومتها الحالية على المستويين الإقليمي والدولي.
لابيد: تآكل مكانة إسرائيل الدولية
قال لابيد في تغريدة عبر منصة “إكس” إن الحديث عن مبادرة مصرية لإنشاء قوة عربية مشتركة يمثل “ضربة موجعة لاتفاقيات السلام”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية التي طالت إسرائيل مؤخراً، أبرزها:

ما وصفه بـ “الضربة الموجعة” لاتفاقيات إبراهيم.
تصويت غالبية الدول الحليفة لإسرائيل في الأمم المتحدة لصالح إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف: “لقد زعزعت هذه الحكومة مكانتنا الدولية. مزيج قاتل من اللامسؤولية والهواة والغطرسة يُمزقنا في العالم. يجب استبدالهم قبل فوات الأوان”.
انتقادات سابقة للحكومة الإسرائيلية
لم تكن تصريحات لابيد مفاجئة في سياق خطابه المعارض، إذ سبق أن اتهم حكومة نتنياهو بإضاعة دعم أبرز الحلفاء الدوليين بعد الهجوم الأعنف في تاريخ إسرائيل، وما تبعه من استمرار احتجاز رهائن داخل قطاع غزة، معتبراً أن هذا الواقع يعكس “فشلاً ذريعاً” أمنياً ودبلوماسياً.
استطلاع يكشف تدهور صورة إسرائيل في الغرب
وفي وقت سابق، استشهد لابيد بنتائج استطلاع مشترك لوكالة رويترز ومؤسسة إبسوس، كشف عن تراجع حاد في صورة إسرائيل بالولايات المتحدة:
59 % من الأميركيين يرون أن الرد العسكري الإسرائيلي على غزة كان مبالغاً فيه.
65 % يطالبون واشنطن باتخاذ خطوات ملموسة لمساعدة سكان غزة في مواجهة أزمة الجوع.
في المقابل، عارض هذا التوجه 28 % فقط من المشاركين.
هذه النتائج، بحسب لابيد، تجسد بوضوح مدى تراجع الدعم الغربي لإسرائيل، وهو ما ينذر بتبعات سياسية وأمنية بعيدة المدى.
البعد الإقليمي: قوة عربية مشتركة في مواجهة إسرائيل
الجدل المثار حول المبادرة المصرية المحتملة يسلط الضوء على التحولات في الموقف العربي من الأزمة، خاصة في ظل تصاعد الدعوات لإنشاء قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومي.
اقرأ أيضًا:
الشرع: هناك مفاوضات جارية بين سوريا إسرائيل واتجاه نحو الاستقرار الإقليمي
ويرى مراقبون أن هذا الطرح – إن تم اعتماده – سيمثل تحوّلاً جذرياً في معادلات المنطقة، لكونه يتجاوز الدعم السياسي إلى صياغة إطار عسكري وأمني جماعي، قد يعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية.

المشهد الدولي: بين ضغوط التهدئة وتفاقم الأزمة
تزامنت تصريحات لابيد مع تصاعد الآمال الدولية بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بما يسمح:
بتهدئة القتال.
تبادل بعض الرهائن.
تسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث تتفاقم معاناة المدنيين يوماً بعد يوم.
ومع استمرار النزاع، يجد الملف الإسرائيلي أمامه تحدياً متراكباً: ضغوط عربية متزايدة، وانتقادات غربية آخذة في التصاعد، ومشهد داخلي منقسم بين حكومة متشددة ومعارضة تحذر من عزلة دولية متنامية.