أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعلاقات الوثيقة مع قطر، مؤكدًا أن الدوحة تعد من “الحلفاء الرائعين” للولايات المتحدة في المنطقة، ومشددًا على أهمية الدور الذي تلعبه في الملفات الإقليمية والدولية.
وجاءت تصريحاته في سياق تعليقه على العملية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع الماضي، حيث قال ترامب إنه طالب إسرائيل بضرورة التحلي بأقصى درجات الحذر والتفكير مليًا قبل الإقدام على أي هجمات من هذا النوع، في إشارة إلى تخوفه من تداعيات التصعيد داخل الأراضي القطرية وتأثيره على استقرار المنطقة.
اقرأ ايضًا
لولا يرفض ضغوط واشنطن: البرازيل ليست «جمهورية موز»
كراهية بوتين وزيلينسكي تعرقل إنهاء الحرب
وفي ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أوضح ترامب أنه يتمنى وضع حد فوري لهذه الحرب التي أنهكت أوروبا والعالم، إلا أنه وصف الأمر بـ”المهمة الصعبة”.
وعزا ترامب ذلك إلى “الكراهية العميقة” بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبرًا أن العداء الشخصي بين الطرفين يمثل عقبة رئيسية أمام أي تسوية سياسية أو مفاوضات مباشرة.
وأضاف: “الرئيسان يكرهان بعضهما إلى درجة تجعل الحوار شبه مستحيل، وهذا ما يطيل أمد الصراع ويعقّد أي محاولة للسلام”.
انتقادات لاذعة لموقف أوروبا من موسكو
لم يتوقف ترامب عند حدود التشخيص، بل وجّه سهام النقد إلى أوروبا، معتبرًا أن مواقفها تجاه روسيا تتسم بالتناقض.
وقال: “من غير المنطقي أن تستمر أوروبا في شراء النفط والغاز من موسكو ثم تطالبنا نحن بفرض عقوبات صارمة عليها”.
وأشار إلى أنه لا يمانع في فرض مزيد من العقوبات على روسيا، لكنه شدد على ضرورة أن تكون أوروبا شريكًا متكافئًا في هذا المسار، وأن تتبنى سياسات تتماشى مع تحركات الولايات المتحدة بدلًا من الاكتفاء بالاعتماد عليها في المواجهة مع الكرملين.
العلاقات الصينية الأمريكية والرسوم الجمركية
وفي الشأن الاقتصادي، تطرق ترامب إلى مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن المباحثات الجارية لا تزال مفتوحة على جميع الاحتمالات.
وأكد أن مسألة الرسوم الجمركية “على الطاولة”، وهو ما يعني أن إدارته قد تعود إلى فرض رسوم مشددة على البضائع الصينية إذا لم تحقق المفاوضات النتائج المرجوة.
ورأى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس توجهًا متشددًا تجاه بكين، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول قضايا التكنولوجيا، والملكية الفكرية، والتوازن التجاري.
تهديد العصابات الفنزويلية والأمن القومي الأمريكي
على صعيد الأمن الداخلي، خصّ ترامب فنزويلا بانتقادات شديدة، متهمًا إياها بأنها أصبحت مركزًا رئيسيًا “لأخطر العصابات في العالم”.
وحذر من خطر تدفق هذه العصابات وشبكات المخدرات إلى الأراضي الأمريكية، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بتغلغل الجريمة المنظمة القادمة من فنزويلا إلى الداخل الأمريكي.
وقال ترامب: “لن نسمح لعصابات المخدرات أن تتوغل في بلدنا. أمن الولايات المتحدة خط أحمر”.
وتأتي هذه التصريحات في إطار سياسة ترامب المتشددة تجاه الهجرة غير الشرعية ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، والتي طالما شكلت محورًا أساسيًا في خطابه السياسي.