شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الإثنين، انعقاد قمة خليجية استثنائية لقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، للتعبير عن رفضهم الشديد للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي القطرية في 9 سبتمبر الجاري.
وجاءت القمة في توقيت حرج، يتزامن مع القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في اليوم نفسه بالدوحة، ما يعكس حجم التضامن العربي والإسلامي مع قطر.

محطة جديدة في مسيرة القمم الخليجية
تعد القمة الحالية الثالثة من نوعها خلال أقل من عام، بعد القمة الخليجية الاعتيادية الـ45 بالكويت في ديسمبر 2024، والقمة الخليجية – الأمريكية الخامسة بالرياض في مايو 2025.
وبهذا، يرتفع عدد القمم الخليجية منذ تأسيس مجلس التعاون عام 1981 إلى 78 قمة، شملت:
45 قمة اعتيادية.
18 قمة تشاورية.
5 قمم استثنائية (إحداها خليجية – أمريكية).
4 قمم خليجية – أمريكية.
قمة خليجية – مغربية بالرياض.
قمة خليجية – بريطانية بالمنامة.
قمة خليجية – صينية.
أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى.
أول قمة خليجية مع رابطة الآسيان.
أول قمة خليجية – أوروبية.
هذه الأرقام تعكس الحيوية الدبلوماسية للمجلس، وتطوّر مسيرته عبر قضايا التعاون الإقليمي والدولي.
توقيت استثنائي ورسالة قوية
جاءت القمة الخليجية الاستثنائية بعد أيام قليلة من الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل خمسة من عناصر حركة حماس وأحد أفراد الأمن القطري، وهو ما أثار إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة.

كما سبقت القمة زيارة خليجية أجراها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شملت قطر والبحرين وسلطنة عمان، حملت رسائل تضامن مع الدوحة وتأكيداً على وحدة الصف الخليجي.
الزيارة التي بدأها من قطر غداة الهجوم، اعتُبرت تجسيداً لـ”دبلوماسية الأخوة”، حيث كان أول زعيم يلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الاعتداء.
الإمارات: تضامن كامل مع سيادة قطر
وجدد الشيخ محمد بن زايد، خلال زيارته، تضامن الإمارات الكامل مع قطر ودعمها كل الإجراءات لحماية سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها. وشدد على أن الاعتداء يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والأعراف الأممية، ويهدد أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام.
كما جاءت الزيارة بعد أقل من أسبوع من لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار التنسيق الخليجي المكثف إزاء العدوان الإسرائيلي.
مجريات القمة الخليجية الاستثنائية
عُقدت القمة في إطار الدورة الاستثنائية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة وفود رفيعة المستوى، وترأس وفد الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نيابة عن الشيخ محمد بن زايد، وذلك للمشاركة في القمتين الخليجية الاستثنائية والعربية الإسلامية الطارئة.
وناقشت القمة تداعيات العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى عدد من الملفات المدرجة على جدول أعمالها، بما يعزز التنسيق الخليجي المشترك.
إدانة خليجية شاملة للهجوم الإسرائيلي
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر يمثل “عملية دنيئة وجبانة”، مشدداً على أن دول المجلس تقف صفاً واحداً مع الدوحة.
وأوضح أن الهجوم يعد تجاوزاً صارخاً للقوانين والمعاهدات الدولية، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومحاسبة إسرائيل على “جرائمها الوحشية التي تهدد الاستقرار الإقليمي”.
قطر.. وسيط للسلام تتعرض للعدوان
أشاد البديوي بجهود قطر المتواصلة في الوساطة لوقف النزاعات الإقليمية والدولية، مؤكداً أنها لعبت أدواراً محورية في محاولات وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن استهداف قطر وهي تؤدي دور الوسيط يُعد محاولة واضحة لإفشال المسارات السلمية، و”اغتيالاً لمفهوم الحوار والوساطة”.
اقرأ أيضًا:
قمة الدوحة.. إجماع تاريخي ضد العدوان الإسرائيلي وتأكيد على وحدة الصف العربي والإسلامي
رسالة القمة.. الأمن الخليجي خط أحمر
بعقدها في الدوحة، وجّهت القمة الخليجية الاستثنائية رسالة واضحة إلى إسرائيل والعالم، مفادها أن أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من الأمن الخليجي، وأي اعتداء على دولة خليجية يُعتبر اعتداءً على جميع دول المجلس.
كما أكدت على أن التضامن الخليجي ثابت في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، ومثّلت القمة الخليجية الاستثنائية في الدوحة محطة مهمة في تاريخ مجلس التعاون، حيث أعادت التأكيد على أن الخليج يقف صفاً واحداً ضد أي تهديد يمس سيادة أعضائه.
وجاءت قبل انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة لتوحيد الموقف العربي والإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لتشكّل معاً جبهة إقليمية موحدة ترفض الانتهاكات وتدافع عن الأمن والاستقرار.