أكد الرئيس البولندي كارول ناوروتسكي أن التوغل الروسي الأخير في أجواء بلاده عبر ما لا يقل عن 19 طائرة مسيّرة كان بمثابة “عرض للقوة” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رسالة مباشرة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مفادها أن موسكو قادرة على اختبار جاهزية الحلف في أي وقت.

دعوة إلى تعزيز الردع العسكري
وفي مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية نشرت يوم الاثنين، شدد ناوروتسكي على ضرورة رفع مستوى الردع لدى الناتو، قائلاً: “علينا أن نفعل كل ما يلزم لنكون مستعدين للحرب، لأن ذلك وحده ما يضمن السلام”.
وأضاف أن الحلف بحاجة إلى مضاعفة استعداداته الدفاعية، حتى لا يتكرر مثل هذا التوغل مرة أخرى.
اقرأ أيضًا
نتنياهو يعترف: إسرائيل تواجه عزلة سياسية واقتصادية بسبب حرب غزة
أول إسقاط مشترك لمسيّرات فوق بولندا
وكانت الحادثة الأخيرة قد شهدت دخول 19 مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي، لتسجل بذلك سابقة غير مسبوقة، حيث تمكنت القوات البولندية بالتنسيق مع قوات الناتو من إسقاط هذه المسيّرات، في أول عملية مشتركة من نوعها فوق الأراضي البولندية.
تحذيرات ورسائل سياسية
ويرى مراقبون أن هذه الواقعة ليست مجرد اختبار عسكري، بل تحمل أبعاداً سياسية تهدف إلى إرباك الحلف الأطلسي وإظهار محدودية ردعه، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو والغرب بسبب الحرب في أوكرانيا.
مستقبل الأمن الأوروبي
واختتم ناوروتسكي تصريحاته بالتأكيد على أن بولندا ستواصل التنسيق الوثيق مع شركائها في الناتو لضمان أمن حدودها الشرقية، مشيراً إلى أن “الهجوم الأخير لن يمر دون تعزيز للقدرات الدفاعية الأوروبية”، معتبراً أن ما جرى سيغير بشكل ملموس استراتيجية الحلف في التعامل مع التهديدات الروسية المستقبلية.
تعيش بولندا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 حالة استنفار أمني متواصلة، باعتبارها إحدى الدول الأكثر انخراطاً في دعم كييف. فقد تحولت وارسو إلى قاعدة رئيسية لنقل الأسلحة والمساعدات الغربية إلى أوكرانيا، وهو ما جعلها في مرمى الانتقادات والتهديدات الروسية المتكررة.
كما أن بولندا تمثل خط الدفاع الشرقي لحلف الناتو، إذ تشترك في حدود طويلة مع بيلاروسيا، الحليف الأقرب لموسكو، ما يجعلها عرضة لمخاطر أمنية متزايدة، خصوصاً بعد نشر قوات ومعدات عسكرية روسية في الأراضي البيلاروسية.