مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى المملكة المتحدة، سلطت شبكة “سي إن بي سي” الضوء على أهمية هذه الزيارة في سياق العلاقات بين واشنطن ولندن، خاصة على صعيد التعاون الاقتصادي والسياسي. وتأتي الزيارة في وقت حساس لحكومة رئيس الوزراء كير ستارمر، حيث ينظر إلى الاتفاقيات التجارية التي أُعلن عنها مؤخراً كبوابة لتعزيز الثقة في الاقتصاد البريطاني والدبلوماسية الدولية.
ترامب في لندن
وتم الكشف عن سلسلة من الشراكات في مجال الطاقة، وخصوصاً الطاقة النووية، ضمن ما وصفته المملكة المتحدة بـ”العصر الذهبي للطاقة النووية”، في محاولة لجذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة، فضلاً عن توطيد علاقاتها مع حلفائها الاستراتيجيين. وتروج الحكومة لهذه الاتفاقيات باعتبارها تصويتاً بالثقة على مستقبل البلاد.

لكن لندن تأمل في تحقيق ما هو أبعد من ذلك خلال زيارة ترامب، حيث تستعد لاستقباله والسيدة الأولى ميلانيا بحفاوة بالغة. وتشير تقارير إلى أن رئيس الوزراء ستارمر يضع نصب عينيه ثلاثة أهداف رئيسية يسعى إلى تحقيقها من هذه الزيارة:
ترامب واختبارات صعبة لحكومة العمال
رغم توقيع اتفاقية تجارية أولية مع الولايات المتحدة في مايو، تسعى الحكومة البريطانية إلى تفعيل بنود هذه الاتفاقية وتحويل الالتزامات الورقية إلى نتائج ملموسة. وتُعد المملكة المتحدة الدولة الأولى التي توقع اتفاقاً تجارياً مع إدارة ترامب، في وقت تواجه فيه دول أخرى صعوبات في الوصول لاتفاقات مشابهة. وفي تصريحات أدلى بها ترامب للصحفيين خلال رحلته الأخيرة، أكد استعداده “لمساعدة” بريطانيا على تحسين الاتفاق التجاري بين البلدين.
إزالة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم
من أبرز النقاط العالقة في الاتفاق التجاري مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم البريطانية، والتي تصل إلى 25%. وتأمل حكومة ستارمر في إلغاء هذه الرسوم لدعم قطاع الصلب المحلي، الذي يعاني من تحديات اقتصادية كبيرة. وتُعد الولايات المتحدة وجهة لـ7% من صادرات الصلب البريطانية. لكن التفاؤل بشأن إلغاء هذه الرسوم تراجع بعد تقارير إعلامية تفيد بتجميد المحادثات حول الصفقة المقترحة.
تسعى حكومة حزب العمال إلى تعزيز ثقة المستثمرين والرأي العام في أدائها، خاصة بعد سلسلة من الأزمات السياسية الداخلية، أبرزها استقالة نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر على خلفية قضية ضريبية، والتعديل الوزاري الواسع الذي أعقبها. كما أقال ستارمر السفير البريطاني لدى واشنطن، بيتر ماندلسون، بسبب ارتباطه بشخصيات مثيرة للجدل، ما أثار تساؤلات حول خيارات رئيس الوزراء وشفافيته.
اقرأ أيضا.. قمة الدوحة VS الاجتماع الإسرائيلي.. القضية الفلسطينية تبحث عن طوق النجاة