قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية مدينة غزة بشكل كثيف يوم الخميس، في إطار هجوم واسع يتسبب بموجات جديدة من النزوح، بحسب ما أكدته الأمم المتحدة التي حذرت من أن المستشفيات في القطاع على شفير الانهيار.
وارتفعت أعمدة الدخان الكثيف في سماء المدينة، فيما واصل آلاف الفلسطينيين النزوح سيراً على الأقدام أو عبر مركبات وعربات تجرها الحمير، حاملين ما تبقى لديهم من متاع بسيط.
وشهدت العمليات العسكرية توسعاً برياً داخل المدينة مع تقدم القوات في بعض المحاور وتباطؤها في أخرى نتيجة الاكتظاظ السكاني، حيث تشير التقديرات إلى نزوح نحو نصف مليون شخص من غزة فيما لا يزال نحو 600 ألف آخرين داخلها.
وأفاد شهود بوجود تقدم للآليات الإسرائيلية في محيط منطقة الكرامة غرب جباليا المكتظة بالنازحين، بالتوازي مع تحركات أخرى من جهة بئر النعجة وصولاً إلى منطقة الصفطاوي قرب دوار الصاروخ.
تكتيكات عسكرية وقطع الاتصالات
كثفت القوات الإسرائيلية استخدام العربات العسكرية المفخخة في المناطق المزدحمة، لا سيما في جنوب غربي المدينة قرب حي تل الهوى وعلى امتداد شارع 8 الرئيسي، بالتزامن مع قصف جوي عنيف استهدف الأبراج والعمارات السكنية والمكتبية.
ومع فشل القصف في دفع السكان للنزوح، لجأت إسرائيل إلى استهداف شبكات الاتصالات والإنترنت، ما أدى إلى انقطاع شبه كامل للخدمات داخل المدينة منذ يومين.
وتسبب هذا الانقطاع في عزل السكان وصعوبة وصول الأخبار من شهود العيان والصحافيين، وسط مخاوف من ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين دون إمكانية توثيقها أو حتى التواصل مع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وتشير وزارة الصحة في غزة إلى وصول 98 قتيلاً و385 إصابة جديدة إلى المستشفيات خلال 24 ساعة فقط، لترتفع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 65.062 ألف قتيل و165.697 ألف إصابة.
دخول مفاجئ وتغيير في خطط التوغل
أوقفت القوات الإسرائيلية تقدمها البري في شرق مدينة غزة، وتحديداً في منطقتي النفق والصحابة بحي الدرج، بسبب الاكتظاظ الكبير، لكنها واصلت القصف المدفعي والجوي المكثف.
وكان من المتوقع أن تركز العملية العسكرية على دخول القوات من الشمال إلى الجنوب لقطع الطريق بين شرق وغرب المدينة، إلا أن الجيش نفذ توغلاً مفاجئاً من الجهة الشمالية الغربية عبر الكرامة، ومن الجهة الجنوبية الغربية قرب الكلية الجامعية بين حيي تل الهوى والزيتون.
كما أغلقت إسرائيل معبر زيكيم، الذي استُخدم لفترة لإدخال مساعدات إنسانية، في خطوة اعتبرها السكان محاولة إضافية لدفعهم إلى النزوح.
مسارات النزوح وأزمات السكان
ما تزال حركة النزوح من مدينة غزة بطيئة للغاية بسبب الازدحام الكبير على شارع الرشيد، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عن فتح مسارات محددة على شارع صلاح الدين قرب محور نتساريم للوصول إلى جنوب وادي غزة، على أن تستمر صلاحيتها حتى يوم الجمعة.
ويعاني السكان من أزمة حادة في المواصلات، حيث يضطر كثيرون إلى السير على الأقدام أو دفع مبالغ مرتفعة مقابل وسائل النقل المتاحة، فيما يستغرق الوصول إلى وسط وجنوب القطاع ساعات طويلة بسبب شدة الازدحام.
ويواجه النازحون تحديات إنسانية متفاقمة مع انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول الإمدادات الطبية والغذائية، بينما تزداد المخاوف من اتساع رقعة العمليات العسكرية.
اقرأ ايضًا…القاهرة والدوحة تبحثان تطورات الأوضاع في غزة والتنسيق الإقليمي المشترك