انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من نظريات المؤامرة عقب اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك، حيث زُعم أن إسرائيل تقف وراء الحادث، وفق ما جاء في تقرير رابطة مكافحة التشهير.
تشارلي كيرك من داعم لإسرائيل إلى ناقد غاضب
تفيد البيانات بأن أكثر من عشرة آلاف منشور على منصة X وحدها ربطوا اغتيال كيرك بإسرائيل بعد مقتله خلال فعالية لمنظمة “نقطة تحول” بجامعة في ولاية يوتا؛ ونعاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بـ”الصديق الشجاع لإسرائيل”.
بالمقابل، شاعت مقاطع لكيرك يدافع فيها عن نفسه، متهمًا أن الانتقادات الموجهة إليه بسبب مواقفه من الحكومة الإسرائيلية أخذت أشكالًا متطرفة، وأن الاتهامات الموجهة له من معاداة السامية مثل دعم “نظرية الاستبدال” غير صحيحة.
في غضون ساعات من الحادث، استُخدمت المنصات الرقمية لنشر تقارير تنسب الاغتيال إلى إسرائيل أو جهات يهودية، مستندة إلى منشورات ادّعوا فيها أنه تنبّأ بأن إسرائيل ستقتله لو انتقدها.
من ناحيته، رفض نتنياهو تلك المزاعم واصفًا إياها بـ “الكاذبة” و”المقززة”، مؤكدًا أن كيرك كان دائمًا حليفًا قويًا لإسرائيل، وأن هذه الاتهامات هدفها تشويه الحقيقة وبث العداء، مكررًا أنّ مثل هذه الأكاذيب لا مكان لها في السجال العام.
في سياق تصاعد نظريات المؤامرة حول حادثة اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك، تزداد الأصوات التي ترى أن الواقعة تتجاوز كونها حادثًا فرديًا، لتلامس أبعادًا سياسية وإعلامية وأمنية أوسع، خاصة في ظل مكانة كيرك داخل التيار المحافظ الأمريكي، وقربه من الرئيس السابق دونالد ترامب، ومواقفه المتغيرة مؤخرًا تجاه إسرائيل.
الجدل لم يتوقف عند الجمهور العادي، بل دخلت على الخط شخصيات إعلامية وناشطون معروفون، تبنوا سرديات تتهم جهات استخباراتية إسرائيلية، أو تعاونًا مشتركًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بمحاولة إسكات صوت بدأ يتجه تدريجيًا إلى نقد الدعم الأمريكي غير المشروط لتل أبيب.

وتعزز هذا الاتجاه بعد تداول مقطع يعود لأيام قبل الحادث، عبّر فيه كيرك عن قلقه من أن انتقاد إسرائيل بات يُقابل بردود فعل عنيفة، وأشار بشكل غير مباشر إلى أنه قد يدفع ثمن هذا التغير في موقفه، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام موجة من التأويلات، زادت حدتها بعد أن وصفه نتنياهو بأنه “حامل راية الحضارة اليهودية المسيحية”.
ورغم أن التحقيقات الرسمية لم تعلن بعد نتائجها، إلا أن ما يحدث يعكس حجم الاستقطاب الحاد داخل المجتمع الأمريكي، والانقسام حول العلاقة مع إسرائيل، ومدى تأثير جماعات الضغط المؤيدة لها، خصوصًا في أوساط الإعلام والسياسة وصناعة القرار.