يُعتبر الهريس الإماراتي واحدًا من أعرق الأطباق الشعبية في منطقة الخليج العربي، وهو أكثر من مجرد وجبة تقليدية؛ فهو رمز للمناسبات الدينية والاجتماعية الكبرى، مثل شهر رمضان المبارك، والأعياد، والأعراس. وتُشير كتب التاريخ الشفهي إلى أن الهريس كان يُحضَّر منذ مئات السنين كوجبة رئيسية تُعبّر عن الكرم وتجمع العائلات على مائدة واحدة.

مكونات بسيطة بقيمة غذائية عالية
على الرغم من أن مكونات الهريس الأساسية قليلة وبسيطة – القمح المجروش، واللحم أو الدجاج، والملح، والماء – فإن قيمته الغذائية مرتفعة، إذ يجمع بين البروتينات والكربوهيدرات والألياف. ويُعدّ طبقًا مثاليًا لمنح الجسم طاقة كبيرة خلال الصيام أو بعد يوم طويل من العمل.
اقرأ أيضًا
السلطة التركية: وصفة صحية برائحة الزيتون والطماطم الطازجة
طريقة التحضير التقليدية
يتم تحضير الهريس على مراحل دقيقة، تتطلب الصبر والوقت، وهو ما يميّزه عن غيره من الأطباق السريعة:
-
نقع القمح: يُغسل القمح المجروش جيدًا ثم يُنقع في الماء لعدة ساعات حتى يلين.
-
طهي اللحم أو الدجاج: يوضع اللحم (أو الدجاج) في قدر كبير مع كمية وفيرة من الماء ويُترك حتى يغلي، ثم يُضاف القمح المنقوع.
-
الطبخ البطيء: يُترك المزيج على نار هادئة لساعات طويلة، مع التحريك المستمر، حتى يتجانس اللحم مع القمح ويصبح قوامه ناعمًا.
-
التتبيل النهائي: يُضاف الملح حسب الرغبة، بينما يكتفي بعض الطهاة بإضافة السمن البلدي أو الزبدة عند التقديم لإثراء الطعم.
الهريس.. أكثر من وجبة
لا يُنظر للهريس في الثقافة الإماراتية على أنه طعام فقط، بل هو موروث اجتماعي وروحي. ففي شهر رمضان، تتسابق العائلات على تحضيره وتوزيعه على الجيران والأقارب، كرمز للتكافل والتراحم. كما يُقدَّم في الأعراس والولائم، حيث يُعتبر من أطباق “العزائم” التي تعكس الكرم الإماراتي.
من الماضي إلى العالمية
اليوم، لم يعد الهريس مقتصرًا على البيوت الإماراتية، بل وصل إلى مطاعم الفنادق العالمية التي تقدم المأكولات الخليجية، ليصبح سفيرًا للتراث الإماراتي في الخارج.