حذرت وزيرة خارجية بريطانيا، إيفيت كوبر، إسرائيل من المضي قدماً في ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن خطوة لندن بالاعتراف بدولة فلسطين لا ينبغي أن تُستغل كذريعة لتوسيع المستوطنات أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
بريطانيا تحذر إسرائيل قبل قمة الأمم المتحدة
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبيل توجهها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، شددت كوبر على أن الاعتراف البريطاني يعكس التزام لندن بأمن كل من إسرائيل والفلسطينيين، وحماية السلام في الشرق الأوسط عبر إحياء حل الدولتين.

وقالت: “لقد أوضحت لنظيري الإسرائيلي أن قرارنا لا يمنحه مبرراً لضم الضفة الغربية، بل العكس، إنه دعوة للعودة إلى المسار السياسي”.
اعتراف دولي متسارع بدولة فلسطين
وجاء الاعتراف البريطاني الأحد بالتوازي مع خطوات مماثلة من كندا وأستراليا والبرتغال، فيما تستعد دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا، للإعلان عن اعترافها خلال قمة الأمم المتحدة.
ويُنظر إلى هذه الخطوات على أنها تحول واضح في مواقف عدد من القوى الغربية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد سنوات من التردد.

ردود فعل فلسطينية مرحبة ورفض إسرائيلي
رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار البريطاني واعتبرته خطوة مهمة نحو تحقيق السلام العادل والأمن الإقليمي. كما أبدت حركة حماس ترحيبها بالخطوة لكنها شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين.
في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف البريطاني بأنه “مكافأة للإرهاب”، مجدداً رفضه إقامة دولة فلسطينية. كما هاجم مسؤولون إسرائيليون لندن، واعتبروا قرارها “خيانة” ودعماً لحماس التي نفذت هجوماً على إسرائيل في أكتوبر 2023.
موقف الحكومة البريطانية من حماس والمستوطنات
رداً على هذه الانتقادات، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الاعتراف بدولة فلسطين “لا يمنح حماس أي دور سياسي أو أمني”، مشدداً على ضرورة استبعاد الجماعات المصنفة إرهابية من أي تسوية مستقبلية.
كما أوضحت وزيرة الخارجية أن التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والذي يعد غير قانوني بموجب القانون الدولي، كان أحد العوامل الرئيسية وراء قرار لندن الاعتراف بفلسطين.
اقرأ أيضًا:
روسيا: حل الدولتين السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
الأزمة الإنسانية في غزة تضغط على إسرائيل
يأتي هذا التطور في وقت تتحدث فيه تقارير الأمم المتحدة عن “إبادة جماعية” يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو عامين، والتي خلفت أكثر من 65 ألف قتيل حتى الآن.
ويرى مراقبون أن تدهور الوضع الإنساني والانتقادات الدولية المتصاعدة يضعان إسرائيل تحت ضغوط غير مسبوقة، قد تدفع نحو إحياء المسار السياسي.
يمثل اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين تحولاً استراتيجياً في سياستها الخارجية، ورسالة واضحة بأن حل الدولتين لا يزال الإطار الأمثل لإنهاء الصراع. كما أنه يعكس اتجاهاً متنامياً داخل الغرب نحو دعم الحقوق الفلسطينية، في وقت يزداد فيه العنف والانسداد السياسي.