امتنعت اليابان، اليوم الثلاثاء، عن الانضمام إلى قائمة الدول التي أعلنت اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، خلال الاجتماع الدولي الرفيع المستوى المنعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، والذي ترأسته كل من السعودية وفرنسا لإحياء مسار “حل الدولتين”.

وأكد وزير الخارجية الياباني، تاكاشي إيواياما، أن بلاده لا ترى أن الاعتراف مسألة تتعلق بالوجود أو العدم، وإنما مسألة مرتبطة بالتوقيت المناسب، مضيفًا أن طوكيو “تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وستواصل دراسة هذه القضية الشائكة بجدية أكبر”.
انتقاد واضح لإسرائيل رغم غياب الاعتراف
ورغم تحفظها بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في هذه المرحلة، اتخذت اليابان موقفًا ناقدًا للإجراءات الإسرائيلية.
فقد شدّد إيواياما على أن بلاده “تدين بشدة” التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، إلى جانب استمرار بناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الخطوات الأحادية “تقوض فرص السلام وتعرقل تنفيذ حل الدولتين”.
اقرأ أيضًا
وقف الحرب والاعتراف بفلسطين.. أبرز مخرجات المؤتمر الدولي في نيويورك
ولمّح الوزير الياباني إلى أن استمرار إسرائيل في سياساتها قد يدفع طوكيو إلى مراجعة مواقفها، قائلاً: “إذا اتخذت إسرائيل مزيدًا من الإجراءات التي تعرقل حل الدولتين، فستضطر اليابان إلى اتخاذ إجراءات جديدة ردًا على ذلك”.
رسالة مزدوجة إلى حماس وإسرائيل
وفي موازاة انتقاده لإسرائيل، دعا إيواياما حركة حماس إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا محتجزين لديها منذ هجوم عام 2023، والتخلي عن السلاح، مؤكدًا أن تحقيق السلام الدائم يتطلب التزامًا متبادلًا من الطرفين، وأن الأمن لا يمكن أن يكون حكرًا على طرف واحد.
اعترافات دولية متسارعة بفلسطين
يأتي الموقف الياباني في ظل موجة متسارعة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته بالمؤتمر ذاته، اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا القرار هو “الحل الوحيد الذي سيضمن لإسرائيل العيش في سلام”.
كما كانت كل من أستراليا، وبريطانيا، وكندا، والبرتغال قد سبقت فرنسا بخطوة مماثلة، في تحول دبلوماسي تاريخي يضع إسرائيل تحت ضغط متزايد ويعزلها سياسيًا على الساحة الدولية.
تحرك تقوده فرنسا والسعودية
ويأتي المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية، الذي يجمع عشرات القادة والمسؤولين من مختلف القارات، تتويجًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 79/81، حيث يركّز على إنهاء الحرب في غزة، وتهيئة الظروف لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتفعيل “إعلان نيويورك” الذي اعتمدته الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة.