أفادت قناة “كان 11” الإسرائيلية، مساء الجمعة، بأن الحكومة الإسرائيلية تدرس مقترحًا يقضي بمنح حصانة لقادة حركة حماس الباقين على قيد الحياة، وذلك في إطار الخطة التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي أن ملف الحصانة مطروح على الطاولة، مضيفًا: “يجب أن يكون هناك ما يرتبط بقيادة حماس كي تسير العملية السياسية قدمًا”. ومع ذلك، أوضحت مصادر مطلعة على سير المفاوضات أن الموقف داخل الحركة لا يزال ضبابيًا، إذ تتلقى حماس رسائل متضاربة حول طبيعة الخطة الأميركية وإمكانية القبول بها.

خطة ترمب بين إسرائيل ودول عربية
وبحسب التقرير، فإن النقاشات حول خطة ترمب تجري حاليًا بين إسرائيل وعدد من الزعماء العرب، دون مشاركة مباشرة من حماس حتى الآن. وتشير المعلومات إلى أن الخطة تتضمن ترتيبات أمنية وسياسية لإدارة القطاع بعد الحرب، مع إمكانية منح ضمانات لقيادات الحركة كجزء من التسوية.
في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إسرائيل تقترب من إنهاء عملياتها في غزة، مشددًا على أن ما تبقى من حركة حماس سيتم القضاء عليه.
وقال نتنياهو: “غزة ستسلم سلاحها، وسيتم إنشاء سلطة مدنية جديدة ملتزمة بالسلام مع تل أبيب”. وأضاف: “إذا وافقت حماس على مطالبنا يمكن أن تتوقف الحرب الآن”.
رد حماس: لن نسمح بفرض وصاية على غزة
من جانبها، رفضت حركة حماس تصريحات نتنياهو، مؤكدة أن ما يسعى إليه الاحتلال من السيطرة على القطاع وإقامة حكومة بديلة هو أمر “لن يتحقق”، مشددة على أن الشعب الفلسطيني “لن يسمح بفرض أي وصاية إسرائيلية على غزة”.
اقرأ أيضًا:
وزير الخارجية المصري: الملف الفلسطيني أولوية القاهرة والسلام خيار استراتيجي
ترمب: الاتفاق قريب
أما الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فقد صرّح يوم الجمعة بأن واشنطن باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب في غزة ويضمن إعادة الرهائن المحتجزين. وأكد ترمب أن خطته تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار دائم مع وضع أسس لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل الترتيبات الأمنية وإعادة الإعمار.
تكشف هذه التطورات عن تحول نوعي في مسار المفاوضات، حيث يبدو أن الإدارة الأميركية تدفع نحو حل سياسي يوازن بين مطالب الاحتلال وضغوط المجتمع الدولي، في حين تواجه حماس اختبارًا حاسمًا بين القبول بالحصانة وما يرتبط بها من التزامات، أو مواصلة المواجهة العسكرية.