طرحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترحًا جديدًا يتضمن بنودًا تفصيلية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ قرابة عامين، إلى جانب إبرام صفقة تبادل للمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مصدر مطلع على تفاصيل الخطة.

إطلاق سراح المحتجزين وصفقة تبادل
ينص المقترح الأمريكي على أن تقوم حركة حماس بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الـ48 المتبقين خلال يومين فقط من توقيع الصفقة، مقابل أن تفرج إسرائيل عن ما يتراوح بين 100 إلى 200 أسير فلسطيني محكومين بفترات طويلة داخل السجون الإسرائيلية.
انسحاب إسرائيلي وإدارة انتقالية للقطاع
تتضمن الخطة انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لكن من دون تحديد مدة زمنية أو جدول واضح لتنفيذ الانسحاب. كما تشير البنود إلى أن حركة حماس “لن يكون لها مستقبل سياسي في القطاع”، مع تشكيل هيئتين لإدارة غزة خلال المرحلة الانتقالية:
-
هيئة دولية شاملة تضم أطرافًا أممية وعربية.
-
لجنة فلسطينية تتولى الشؤون الداخلية.
عفو مقابل الخروج ومنع التهجير القسري
أحد البنود المثيرة للجدل هو عرض عفو لحركة حماس في حال مغادرتها القطاع وتسليم أسلحتها. كما شددت الخطة على “عدم جواز أي تهجير قسري للمدنيين الفلسطينيين”، وهو بند يحاول طمأنة الرأي العام العربي والدولي بشأن مستقبل سكان غزة.
اقرأ أيضًا
الشرع: وحدة الشعب أساس سوريا الجديدة والتفاعل الدولي فرصة تاريخية
دعم عربي ومراجعة قطرية
بحسب المصدر الذي استشهدت به “سي إن إن”، فقد تم عرض الخطة الأمريكية على عدد من القادة العرب في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث أعربوا عن “دعم واسع النطاق” لها، رغم وصفهم المقترح بأنه “غير مثالي”. وأكد هؤلاء القادة رغبتهم في إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، فيما يُتوقع أن يقوم المسؤولون القطريون بمراجعة دقيقة لبنود الاتفاق.
إعادة إعمار غزة وتشكيل قوة أمنية
كما تضمن المقترح الأمريكي إطلاق مبادرة دولية لإعادة إعمار قطاع غزة خلال فترة تمتد إلى خمس سنوات، إضافة إلى إنشاء قوة أمنية فلسطينية خاصة تتولى إدارة الأمن في القطاع، على أن تخضع لإشراف عربي ودولي مشترك.
حماية قطر بعد الهجوم الإسرائيلي
أشار المصدر ذاته إلى أن أحد التفاصيل المهمة في الخطة يتضمن منع إسرائيل من مهاجمة قطر مجددًا، في إشارة إلى الغارات التي استهدفتها خلال هذا الشهر.
تصريحات ترامب: “لقد طفح الكيل”
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد عبر منصته “تروث سوشيال” أنه أجرى مناقشات “ملهمة ومثمرة” مع عدد من قادة الشرق الأوسط حول غزة، موضحًا أن المفاوضات المكثفة استمرت أربعة أيام وستستمر حتى التوصل إلى اتفاق ناجح.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد ترامب على أنه “لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية”، قائلاً: “لقد طفح الكيل.. حان وقت التوقف الآن”.

الموقف الإسرائيلي وتحديات التوصل للاتفاق
ورغم هذه الجهود، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الحرب ستستمر حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل”، ما يعكس تشدد الموقف الإسرائيلي وصعوبة تمرير الخطة من دون ضغوط أمريكية قوية.