في خضم صراع استخباراتي متصاعد بين إيران وإسرائيل، يطل تهديد جديد لكن هذه المرة عبر الهاتف لا عبر الصواريخ أو الفيروسات الإلكترونية، فقد حذرت السلطات السيبرانية الإسرائيلية من مكالمات مسجلة مشبوهة تصل إلى مواطنين وتدعوهم بشكل مباشر إلى الانضمام لشبكات تجسس تابعة لطهران، مقابل إغراءات مالية وحماية كاملة، في مشهد يكشف كيف تتحول الحرب بين الطرفين إلى ساحة مفتوحة تشمل التكنولوجيا والوعي النفسي معًا.
أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل، السبت، تحذيرات عاجلة إلى المواطنين بعد ورود بلاغات عن تلقي عدد من الإسرائيليين مكالمات هاتفية مسجلة تدعوهم للعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية مقابل وعود برواتب شهرية وحماية كاملة.

إسرائيليين يبلغون عن مكالمات مشبوهة
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن عشرات الإسرائيليين أبلغوا عن تلقيهم هذه المكالمات التي وصفتها السلطات بـ”المشبوهة”، مشيرة إلى أن الرسائل الصوتية جاءت بلغة عبرية غير متقنة وتحمل نبرات تهديد واضحة.
وأوضح بيان صادر عن الهيئة أن هذه المكالمات لا تتضمن أي تهديد تقني للأجهزة أو الهواتف المحمولة، وإنما تمثل محاولة تخويف نفسي للتأثير على المواطنين. ودعت الهيئة إلى:
عدم التفاعل مع المكالمات.
قطع الاتصال فورًا عند استقبالها.
تجنب الضغط على أي أزرار في حال الرد.
ونقل عن مسؤول في الهيئة قوله: “الرد على المكالمة بحد ذاته لا يسبب أي ضرر تقني للهاتف. نحن نتابع الموضوع بدقة وبالتنسيق مع الجهات المختصة لضمان عدم استغلال هذه المحاولات في أعمال تجسس أو ابتزاز لاحق.”
صراع سيبراني واستخباراتي بين إيران وإسرائيل
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الأمني بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد الحرب التي اندلعت بين الجانبين في يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا.
اقرأ أيضًا:
إسرائيل تدرس منح قادة حماس حصانة ضمن خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة
في إيران: أصدرت السلطات القضائية، السبت، حكمًا بالإعدام ضد شخصين بتهمة التجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي. كما تم تنفيذ عدة أحكام مماثلة خلال الأشهر الأخيرة بحق أشخاص اتُّهموا بالعمل لصالح إسرائيل.
في إسرائيل: أعلنت الأجهزة الأمنية أكثر من مرة تفكيك شبكات تجسس مرتبطة بطهران، وأكدت اعتقال عملاء يعملون لصالح الاستخبارات الإيرانية.
يرى خبراء الأمن السيبراني أن المكالمات المسجلة تمثل أسلوبًا جديدًا في محاولات الحرب النفسية والسيبرانية، حيث لم يعد التجسس مقتصرًا على الاختراقات التقنية، بل امتد إلى تجنيد العملاء عبر قنوات بسيطة مثل الاتصالات الهاتفية.
ويأتي التحذير الإسرائيلي في وقت تتزايد فيه الهجمات السيبرانية المتبادلة بين تل أبيب وطهران، ما يعكس اتساع نطاق المواجهة بين البلدين لتشمل أبعادًا تقنية واستخباراتية غير تقليدية.