في تطور لافت على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن ثقته في قرب التوصل إلى اتفاق شامل بشأن غزة، في إطار خطة أمريكية جديدة لإنهاء الحرب المستمرة، ووفق ما أوردته “قناة القاهرة الإخبارية”، فقد بدأ ترامب محادثات رفيعة المستوى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتركز بشكل رئيسي على مقترحات الإدارة الأمريكية لوقف التصعيد العسكري في غزة وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وبينما تروّج الدوائر المقربة من ترامب بأن الخطة تمثل “فرصة حقيقية للسلام”، يرى مراقبون أن محادثاته مع نتنياهو تأتي في توقيت بالغ الحساسية، خاصة في ظل التوتر المتصاعد على الجبهة الإيرانية-الإسرائيلية، التي يبدو أنها أصبحت جزءًا من معادلة الحرب في غزة.
ملف إيران النووي يعيد إشعال جبهة الشرق الأوسط
وفي هذا السياق، أكد رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للأبحاث، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل الملف النووي الإيراني كذريعة لتوسيع رقعة الحرب، ليس فقط في غزة، وإنما ضد طهران أيضًا. وأوضح أبو جزر، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال في برنامج “منتصف النهار” عبر “القاهرة الإخبارية”، أنّ طبول الحرب بين إسرائيل وإيران لم تتوقف، بل ارتفعت وتيرتها بعد الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وأشار أبو جزر إلى أنّ هذه الضربات، التي لم تؤدِّ إلى توقف التهديدات الإسرائيلية، منحت نتنياهو مبررًا إضافيًا لمواصلة التصعيد، في ظل تهديد طهران بالانسحاب من اتفاقية حظر الانتشار النووي، ما قد يعيد المنطقة إلى مرحلة خطيرة من الاستقطاب النووي.
نتنياهو يرد بالتصعيد
ويرى الخبير السياسي أن ما يجري من تحركات عسكرية ودبلوماسية يندرج ضمن استراتيجية أمريكية واضحة، ترتكز على تقليص النفوذ والقدرات العسكرية للدول المستهدفة، دون التورط المباشر في إسقاط أنظمتها، ما يسمح بإبقاء التوازنات الإقليمية تحت السيطرة الأمريكية.
في المقابل، تشهد إيران ضغوطًا متزايدة، لا سيما مع فرض الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية المشددة، جاءت عقب أشهر من التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب. ويرى أبو جزر أن هذه العقوبات، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية داخل إيران وانهيار العملة المحلية، قد تُسرّع من تفكك النظام الإيراني أو على الأقل تُضعف موقفه الإقليمي بشكل ملحوظ.
ويضيف، أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الحرب “العابرة للحدود” إلى فرض واقع جيوسياسي جديد يتجاوز مجرد التصدي للنفوذ الإيراني، نحو ترسيخ وضع إقليمي يسمح لإسرائيل بتوسيع نفوذها وتغيير قواعد الاشتباك التقليدية، سواء في غزة أو على الجبهة الإيرانية.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تبدو جهود ترامب لفرض تسوية في غزة جزءًا من معركة أوسع، تتداخل فيها أوراق الملف النووي الإيراني، والصراع العربي الإسرائيلي، والتنافس الدولي على إعادة تشكيل المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط.