في خطاب نادر ألقاه نائب وزيرة الخارجية الكورية الشمالية، كيم سون غيونغ، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الاثنين، أكدت بيونغ يانغ تمسّكها المطلق بترسانتها النووية باعتبارها “ركيزة للسيادة الوطنية وحقاً غير قابل للتصرف”، لكنها في الوقت نفسه لم تغلق الباب أمام إمكان العودة إلى الدبلوماسية في المستقبل.

خطاب نادر من مسؤول رفيع
خروج نائب الوزيرة لإلقاء الكلمة مثّل حدثاً لافتاً، إذ درجت العادة على أن يتولى سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة هذه المهمة.
وقال كيم سون غيونغ إن أي محاولة لفرض نزع السلاح النووي على بلاده تعادل المطالبة بـ”التخلي عن السيادة والحق في الوجود”، وهو ما وصفه بانتهاك صارخ للدستور الكوري الشمالي.
اقرأ أيضًا
اعتذار إسرائيلي غير مسبوق للدوحة.. والمبعوث الأمريكي يتحدث عن تحول تاريخي
منشآت تخصيب اليورانيوم
وتشير تقديرات وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى أن بيونغ يانغ تدير منشآت متعددة لتخصيب اليورانيوم، أبرزها في موقع يونغبيون النووي، الذي أعلنت سابقاً عن إيقافه إثر محادثات لكنها أعادت تشغيله عام 2021.
ردود من الجنوب
في المقابل، شدّد الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، في خطاب أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، على ضرورة إنهاء “الحلقة المفرغة للتوترات”، مؤكداً أن سيول لا تسعى إلى تغيير النظام في الشمال بل إلى التعايش السلمي.
تعاون مشروط
ورغم اللهجة المتشددة، أبدى كيم سون غيونغ استعداد بلاده للتعاون مع “كل الدول والأمم التي ترفض العدوان والهيمنة وتسعى للاستقلال والعدالة”، بغض النظر عن اختلاف الأنظمة أو الأفكار، في إشارة ضمنية إلى إمكانية الانخراط في تحالفات دولية أوسع.
مناورات عسكرية وتوازن قوى
كما أعاد المسؤول الكوري الشمالي التذكير بشكوى بلاده الدائمة من المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، واعتبرها تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي. واصفاً ترسانة بلاده النووية بأنها “الضامن الأساسي لتوازن القوى في شبه الجزيرة الكورية” في مواجهة ما وصفه بـ”التهديد العدواني المتزايد” من واشنطن وحلفائها.
بهذا الموقف، تؤكد كوريا الشمالية أنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية مهما اشتدت الضغوط، لكنها تبقي خيار الدبلوماسية قائماً، في وقت لا تزال فيه شبه الجزيرة الكورية على صفيح ساخن من التوترات المتصاعدة.