رفض البيت الأبيض اتهامات البابا ليو الرابع عشر التي وجّهها لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اتباعها سياسة “لا إنسانية” في ملف الهجرة.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية، كارولين ليفيت، في تعقيب مباشر: “هذه الحكومة تسعى جاهدة لتطبيق قوانين البلاد بأكثر الطرق إنسانية ممكنة، والاتهامات الموجهة لنا لا تعكس حقيقة ما نقوم به على الأرض”، مؤكدة أن واشنطن ملتزمة بتطبيق القانون، ولكن دون إغفال الجانب الإنساني.
تصريحات البابا: الهجرة والإجهاض في قلب الجدل
وكان البابا قد صرّح في وقت سابق بأنّ: “من يقول أنا ضدّ الإجهاض لكنّي أوافق على المعاملة اللا إنسانية للمهاجرين في الولايات المتحدة، هو شخص لا أعرف ما إذا كان بالفعل مؤيّدًا للحياة”.
اقرأ أيضًا
الصين: أي محاولة للطعن في شرعيتنا بالأمم المتحدة مصيرها الفشل
التصريح جاء ردًا على سؤال يتعلق بمبادرة رئيس أساقفة شيكاجو بمنح وسام للسيناتور الديمقراطي ديك دوربين، المعروف بمواقفه الداعمة للحق في الإجهاض.
هذه المبادرة أثارت انقسامًا واسعًا في صفوف رجال الدين الأمريكيين، نظرًا لتعارضها مع مواقف الكنيسة الكاثوليكية الرافضة للإجهاض.
سياسة الهجرة: اعتقالات جماعية وطرد واسع
ومنذ بداية ولاية ترامب، طبّقت إدارته سياسة صارمة بحق المهاجرين غير الشرعيين، شملت الاعتقال الجماعي والطرد القسري.
هذه السياسات وُصفت من قبل الفاتيكان بأنها تتنافى مع القيم الإنسانية، فيما تصرّ الإدارة الأمريكية على أنها لا تخرج عن إطار القانون، بل تسعى لحماية الحدود وضمان أمن البلاد.

خطاب حربي يثير القلق في الفاتيكان
وفي سياق آخر، عبّر البابا عن قلقه البالغ من الخطاب الذي ألقاه وزير الحرب الأمريكي، بيت هيجسيث، خلال اجتماع غير تقليدي ضمّ جنرالات وأدميرالات في واشنطن.
الوزير دعا في كلمته إلى استعادة “منطق المحارب” ومنح المقاتلين تفويضًا مطلقًا لمطاردة الأعداء وقتلهم، مؤكدًا أن هذا النهج سيُرهب الخصوم ويُحبط معنوياتهم.
لكن البابا علّق على هذه اللغة قائلاً: “إنها طريقة مقلقة في التعبير، لأنها تكشف عن تصاعد مستمر في التوترات، في حين أن العالم بحاجة إلى تعزيز خطاب السلام لا تأجيج الحروب”.
دعوة البابا إلى السلام
واختتم الحبر الأعظم تصريحاته بالتأكيد على أن الكنيسة الكاثوليكية، التي تضم أكثر من 1.4 مليار مؤمن حول العالم، ستظل متمسكة برسالتها الداعية إلى المصالحة والتهدئة، مشددًا على أن “السلام هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل آمن للإنسانية”.