أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها لصحيفة فرانكفورتر ألجيمانيه تسايتونج الألمانية، أن احتمال إسقاط طائرات حربية روسية في حال دخولها أجواء الدول الأوروبية “غير مستبعد”.

وأوضح ماكرون أن هذا الموقف يندرج ضمن ما يُعرف بـ”عقيدة الغموض الاستراتيجي”، التي تعتمدها بعض الدول الكبرى لترك مساحة من الاحتمالات المفتوحة أمام الخصوم، دون الالتزام بخطوط حمراء واضحة أو ضمانات محددة.
اقرأ أيضًا
وزير الخارجية الفرنسي: حماس لم يعد لديها أي مبرر لرفض خطة السلام
رد على تساؤلات بشأن حماية الأجواء الأوروبية
تصريحات ماكرون جاءت ردًا على سؤال حول موقف فرنسا من الدعوات الغربية المتكررة لإسقاط الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة الروسية، إذا ما انتهكت المجال الجوي الأوروبي.
وقال الرئيس الفرنسي بلهجة حازمة: “وفقًا لعقيدة الغموض الاستراتيجي، يمكنني القول إنه ليس هناك أي شيء مستبعد”.
اتهامات أوروبية متصاعدة لموسكو
في الأسابيع الأخيرة، وجّهت عدة دول أوروبية اتهامات مباشرة لروسيا بشأن انتهاك مقاتلاتها أو مسيّراتها أجواءها الوطنية.
وتشير هذه الدول إلى أن تلك الانتهاكات تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتزيد من حالة التوتر القائمة بالفعل نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
رد الكرملين: “ادعاءات لا أساس لها”
في المقابل، رفضت موسكو هذه الاتهامات رفضًا قاطعًا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “الحديث عن انتهاكات روسية متعمد للمجال الجوي الأوروبي لا أساس له من الصحة”.
كما أكدت وزارة الدفاع الروسية مرارًا أن الطلعات الجوية لمقاتلاتها وطائراتها المسيرة تُنفذ في إطار القوانين والمعايير الدولية، ولا تستهدف خرق سيادة الدول الأوروبية.
تصعيد محتمل أم رسائل ردع؟
يرى مراقبون أن تصريحات ماكرون تعكس رغبة أوروبية في إرسال رسائل ردع قوية لموسكو، خصوصًا في ظل تصاعد المخاوف من اتساع نطاق الحرب في أوكرانيا لتشمل مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو.
لكن في الوقت ذاته، يحذر خبراء من أن تبني نهج “عدم استبعاد أي خيار” قد يفتح الباب أمام احتمالات التصعيد العسكري، ويدفع المنطقة إلى مواجهة مفتوحة يصعب التحكم في تداعياتها.