أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل أزمة غزة لن يتحقق إلا عبر إقامة الدولة الفلسطينية، واصفًا الوضع هناك بأنه “مروع”.
وأوضح بوتين، خلال كلمة ألقاها في منتدى عقد بجنوب روسيا، أن موسكو مستعدة لدعم مبادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن غزة بشكل كامل، مشددًا على أن القضية الجوهرية تكمن في موقف الفلسطينيين أنفسهم، بما في ذلك حركة حماس.
وأضاف الرئيس الروسي أن من الأفضل أن تُدار غزة في المرحلة الحالية من خلال سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرًا أن هذا الخيار هو الأكثر واقعية لإيجاد إدارة مستقرة.
كما أشار بوتين إلى أن الضربات الإسرائيلية على قطر شكّلت مفاجأة، في تصريح أثار الكثير من علامات الاستفهام حول تطورات الموقف الإقليمي.
موسكو تكشف محاولاتها السابقة للانضمام إلى الناتو
وتطرق بوتين إلى علاقة بلاده بحلف شمال الأطلسي، مؤكداً أن الاتحاد السوفييتي ومن بعده روسيا تقدما مرتين بطلب للانضمام إلى الحلف بهدف تقليص أسباب المواجهة وخلق فضاء أمني مشترك.
وأوضح أن المحاولة الأولى تعود إلى عام 1954 في عهد الاتحاد السوفييتي، أما الثانية فكانت خلال زيارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى موسكو في عام 2000.
وأضاف بوتين أن الطلبين قوبلا بالرفض القاطع والمباشر من جانب الناتو، مشيرًا إلى أنه سبق وتحدث عن هذه القضية منذ بداية الألفية، ما يؤكد أن الغرب لم يكن منفتحًا على إدماج روسيا في بنية الأمن الأوروبي.
تهديدات برد قوي على عسكرة أوروبا
وحذر الرئيس الروسي من تنامي ما وصفه بـ”عسكرة أوروبا”، مؤكداً أن بلاده تراقب عن كثب هذه التحركات.
وشدد على أن “الإجراءات الانتقامية الروسية لن تتأخر”، مضيفًا أن الرد سيكون قويًا للغاية على أي تهديدات تمس الأمن الروسي.
وأوضح بوتين أن هذه التطورات تأتي في وقت يتزايد فيه الاستقطاب الدولي، ما يضع موسكو في موقع الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية بصرامة، في مواجهة ما تعتبره خطوات عدائية من جانب الغرب.
روسيا جزء لا غنى عنه في التوازن العالمي
وختم بوتين تصريحاته بالتأكيد على أن النظام الدولي، رغم محاولات تهميش روسيا والضغط عليها لإخراجها من الساحة العالمية، لا يمكنه الاستغناء عنها.
وأوضح أن مكانة روسيا لا تعود فقط لمساحتها الشاسعة أو عدد سكانها، بل أيضاً لقدراتها الدفاعية والتكنولوجية والصناعية، إضافة إلى ثرواتها المعدنية الهائلة.
وأشار إلى أن كل هذه العوامل تجعل روسيا جزءًا أساسيًا من التوازن العالمي، وأن إقصاءها ليس خيارًا واقعيًا، في ظل حاجتها المستمرة لتأدية دور محوري في الساحة الدولية.
اقرأ ايضًا…بريطانيا تُشدد سياسات اللجوء وتُلغي حق التوطين التلقائي للاجئين