تتجه الأنظار إلى قطاع غزة وسط ترقب واسع لموقف حركة حماس من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب الدائرة، ففيما منحت الإدارة الأميركية الحركة مهلة 3 إلى 4 أيام للرد، طلبت حماس “مهلة إضافية” لدراسة المقترح، بينما يزداد الضغط الشعبي في القطاع للإسراع بالموافقة لتجنب المزيد من الدمار والمعاناة الإنسانية.
سكان غزة يطالبون حماس بقبول خطة ترامب
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن سكان غزة دعوا حماس إلى قبول الخطة “لإنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين”، بل طالب بعضهم الرئيس الأميركي بفرضها على الجانبين “من دون خيار”، لكن داخل الحركة نفسها، برزت تباينات جوهرية:

قيادات الداخل ترفض أي صيغة تمس بسلاحها أو وجود مقاتليها.
فصائل فلسطينية أخرى في غزة وصفت الخطة بأنها “انهزامية” وأعلنت رفضها القاطع.
موقف الحركة: “نعم ولكن”
تشير مصادر مطلعة إلى أن حماس لن تعلن رفضاً كاملاً، بل ستتبنى موقفًا “رماديًا” يقوم على “الموافقة مع التحفظ”، بهدف إبقاء مساحة للمناورة في المفاوضات.
وتسعى الحركة إلى تعديلات تتعلق بـ:
انسحاب القوات الإسرائيلية.
نزع السلاح.
تسليم المحتجزين والجثث خلال 72 ساعة.
ضمانات حقيقية بوقف الحرب.

آراء الخبراء بين الرفض والتحفظ
يرى إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة “فيميد” الفلسطينية للإعلام، أن “الخطة مليئة بالعُقد”، لكنها تتيح لإسرائيل التنصل من أي جدول زمني، مشيراً إلى أن حماس قد توافق على بعض البنود مثل إطلاق الأسرى وضبط العمليات القتالية، لكن “هناك نقاط تحتاج إلى قرار فلسطيني موحّد”.
أما أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، فأكد أن الجميع يتوقع موافقة حماس مع تحفظات، محذرًا من أن أي مراوغة ستواجه برد فعل سريع من ترامب، الذي لا يميل إلى الصبر على التفاصيل، بينما تواصل إسرائيل عمليتها العسكرية لتحسين شروط التفاوض، حسب سكاي نيوز عربية.
اقرأ أيضًا:
عودة توني بلير للشرق الأوسط.. هل ينجح في مهمة غزة بعد إخفاقاته السابقة؟
القاهرة تحذر وواشنطن تضغط
القاهرة حذرت من أن رفض الخطة قد يؤدي إلى “تداعيات صعبة جداً” ويقود إلى مزيد من التصعيد، فيما وصف ترامب المبادرة بأنها “خط أحمر” لإدارته.
أما الوسطاء، بحسب فهمي، فلا يضغطون على حماس بقدر ما يحيطونها بالمخططات الأميركية والإسرائيلية، معتبراً أن الخطة ليست سوى إطار عام على غرار معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، على أن يتم لاحقًا تفصيل البروتوكولات.
سيناريوهات مفتوحة في وقت حرج
المشهد الراهن يتسم بالتعقيد:
واشنطن لا تسمح بنقاشات واسعة.
إسرائيل تمضي في عمليتها العسكرية لتكريس الأمر الواقع.
سكان غزة يطالبون بوقف القتال بأي ثمن.
ويرى المدهون أن تعديلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أُدخلت عمدًا لإفشال الخطة ودفع حماس نحو الرفض. في المقابل، يشدد فهمي على أن “السيناريو العسكري يسبق السياسي”، وأن إسرائيل تستغل الوقت لفرض شروطها على الأرض.
أمام هذه التعقيدات، تبدو حماس محاصرة بين ضغوط داخلية من الفصائل والجمهور، وضغوط خارجية أميركية وإسرائيلية وإقليمية، ويبقى السؤال: هل تتجه الحركة إلى قبول مشروط يفتح باب التفاوض، أم أن تعقيدات الداخل ستدفعها إلى رفض يقود إلى جولة تصعيد جديدة؟