مع ارتفاع وتيرة الاستيراد من دول أوروبية وخارج الاتحاد الأوروبي، تواجه المملكة المتحدة جدلاً متصاعدًا بشأن واردات بيض الدجاج المُربى في أقفاص، وسط اتهامات للحكومة بالتراخي في حماية المعايير الأخلاقية وسلامة الغذاء.
ورغم الحظر المفروض على هذا النوع من التربية في بريطانيا منذ عام 2012، إلا أن السوق المحلية باتت تستقبل كميات متزايدة من البيض المنتج في أنظمة غير متوافقة مع القوانين البريطانية، ما أثار قلق المزارعين والمستهلكين على حد سواء.
البيض الأرخص يُربك السوق ويشعل الجدل
في تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، أُثيرت تساؤلات حول التزام المملكة المتحدة بتعهداتها بشأن الرفق بالحيوان، مع استمرار استيراد بيض من مزارع تعتمد نظام الأقفاص المحظور داخليًا. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا البيض بات يدخل البلاد “من الباب الخلفي”، في إشارة إلى ما تعتبره تجاوزًا غير مباشر للمعايير الوطنية باسم التجارة الحرة وسد الفجوات السوقية.

البيض بلا رعاية… ومزارع بريطاني بلا عدالة
وتظهر البيانات الرسمية، الصادرة بموجب قانون حرية المعلومات عن وكالة صحة الحيوان والنبات البريطانية (APHA)، أن أوكرانيا وبولندا تصدرتا قائمة الدول الموردة للبيض إلى المملكة المتحدة خلال العام الجاري، متجاوزتين دولًا أوروبية أخرى كانت تقليديًا من أكبر الموردين، مثل هولندا. وبلغت واردات أوكرانيا وحدها حوالي 8 ملايين كيلوجرام، تليها بولندا بـ 7 ملايين كيلوجرام، بينما جاءت إسبانيا في المرتبة الثالثة بـ 5 ملايين كيلوجرام حتى شهر يوليو الماضي.
أزمة البيض.. ارتفاع عدد الشحنات… وتراجع الكميات الكبيرة
ورغم انخفاض الحجم الإجمالي لبعض الشحنات مقارنة بالعام السابق، إلا أن عدد الشحنات تضاعف بشكل لافت، إذ ارتفعت من نحو 3,500 شحنة في عام 2023 إلى أكثر من 10,000 شحنة في عام 2024، ما يدل على تزايد عدد الموردين، خصوصًا من الدول التي لا تزال تعتمد بشكل واسع على نظام أقفاص البطاريات، وهو ما يُثير القلق بشأن معايير السلامة الغذائية ورفاهية الحيوان.

رئيس مجلس صناعة البيض البريطاني (BEIC)، مارك ويليامز، عبّر عن استياءه من هذه السياسة، واصفًا إياها بـ”الظلم الأخلاقي”، مؤكدًا أن المزارعين البريطانيين يلتزمون بمعايير صارمة ويتحمّلون تكاليف إضافية لضمان رفاهية الدجاج، في الوقت الذي تسمح فيه الحكومة بدخول منتجات لا تستوفي نفس المعايير. وأضاف ويليامز أن أقفاص البطاريات ما زالت منتشرة في أوكرانيا، وأن هناك قلقًا متزايدًا من تداول بيض غير آمن ارتبط سابقًا بقضايا صحية في بعض الدول الأوروبية.
يثير هذا الجدل تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين الالتزام الأخلاقي الوطني ومتطلبات السوق المفتوحة بعد “بريكست”، خاصة مع تزايد الاعتماد على واردات خارج الاتحاد الأوروبي. ويطالب قطاع الزراعة بوضع ضوابط أكثر صرامة لضمان أن جودة المنتجات المستوردة لا تقل عن المعايير المفروضة محليًا.
اقرأ أيضا.. نتنياهو يوقف عملية احتلال غزة استجابة لضغوط ترامب