أثارت دراسة علمية حديثة موجة من الجدل بعد أن زعمت وجود مؤشرات على احتمال حدوث تدخل جيني خارجي في الحمض النووي البشري، حيث أشار الباحثون إلى رصد تسلسلات جينية ضخمة يبدو أنها قد أُدخلت بطريقة غير طبيعية إلى الجينوم البشري.
ووفقًا للدكتور ماكس ريمبل، رئيس مؤسسة أبحاث رنين الحمض النووي، فإن فريقه أجرى تحليلًا لعينات مأخوذة من 581 عائلة، وتبين أن 11 عائلة منها تحتوي على سلاسل جينية لا تتطابق مع الحمض النووي لأي من الوالدين، ما أثار تساؤلات واسعة حول مصدر هذه السلاسل الغامضة.
نتائج غامضة تعود لعينات سابقة لعصر التعديل الجيني
أحد الجوانب اللافتة في هذه النتائج أن بعض العينات التي أظهرت تلك السلاسل الجينية تعود لأطفال وُلدوا قبل عام 1990، أي قبل ظهور تقنيات التعديل الجيني البشري مثل تقنية “كريسبر” التي أحدثت ثورة في مجال الهندسة الوراثية خلال العقود الأخيرة.
هذا التفصيل زاد من غموض النتائج ودفع الباحثين إلى طرح فرضيات غير تقليدية بشأن مصدر تلك التغيرات الجينية.
ومع ذلك، شدّد ريمبل على ضرورة عدم التسرع في استخلاص النتائج، مؤكدًا أن الدراسة ما زالت في مراحلها الأولية ولم تخضع بعد إلى مراجعة الأقران، وهو ما يعني أن نتائجها لا يمكن اعتبارها حاسمة حتى الآن.
تحليل عينات متنوعة لفهم ظواهر غير مألوفة
ووفقًا لتفاصيل الدراسة، فقد شملت الأبحاث تحليل الحمض النووي لأشخاص عاديين إلى جانب آخرين يدّعون تعرضهم لاختطاف فضائي، في محاولة لفهم ما إذا كانت هناك صلة بين هذه الادعاءات والأنماط الجينية المكتشفة.
ويهدف هذا النهج إلى البحث عن تفسيرات علمية محتملة لتلك الحالات التي ظلت مثار جدل لعقود، إلا أن الدراسة تواجه تحديات منهجية كبيرة، إذ أشار الباحثون إلى أن التقنيات الحالية للفحص الجيني ليست دقيقة بما يكفي لتأكيد مثل هذه الادعاءات غير المألوفة.
تشكيك علمي في صحة الادعاءات وموثوقية النتائج
من جانب آخر، عبّر عدد من الخبراء المستقلين عن تشكيكهم في مصداقية الدراسة، معتبرين أن حجم العينة صغير جدًا ولا يمكن أن يُبنى عليه استنتاج علمي واسع النطاق.
كما أشار هؤلاء إلى أن ظاهرة الاختطاف الفضائي التي تناولتها الدراسة يمكن تفسيرها عبر عوامل نفسية واجتماعية، دون الحاجة إلى اللجوء إلى فرضيات تتعلق بتدخلات خارج كوكب الأرض.
وأكدوا أن مثل هذه الأبحاث تحتاج إلى تحقق صارم باستخدام أدوات أكثر تطورًا لضمان الدقة قبل الإعلان عن نتائجها للعامة، خصوصًا أن الحديث عن أصل “فضائي” في الحمض النووي البشري يُعد من أكثر الادعاءات إثارة في تاريخ علم الوراثة الحديث.
اقرأ ايضًا…فقدان الذاكرة.. متى يكون طبيعياً ومتى يستدعي القلق؟