شهدت مدينة حلب مساء الإثنين اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وسط مخاوف من تصاعد التوتر مجددًا بين الطرفين بعد أشهر من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
واندلعت الاشتباكات عقب قيام قوات “قسد” باستهداف مباشر لحواجز تابعة لقوات الأمن الداخلي السوري قرب حي الأشرفية شمال مدينة حلب، ووفقًا للمصادر، فقد أدت المواجهات إلى مقتل عنصر أمني سوري وإصابة ثلاثة آخرين، فيما دفعت القوات السورية بتعزيزات عسكرية وأمنية إلى منطقة الليرمون القريبة من موقع الاشتباك، حسب سكاي نيوز عربية.

إخلاء عائلات من الأحياء المتوترة
من جانبها، ذكرت قناة الإخبارية السورية أن قوات الأمن أخرجت عددًا من العائلات من حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وذلك تحسبًا لتوسع دائرة الاشتباكات، وشهدت الأحياء الشمالية في المدينة حالة من التوتر والقلق بين السكان، مع انتشار أمني مكثف في محاولة لمنع أي تصعيد جديد.
موقف وزارة الدفاع السورية
في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أكدت وزارة الدفاع أن تحركات الجيش السوري شمال وشمال شرقي البلاد تأتي ضمن خطة إعادة الانتشار، وذلك ردًا على ما وصفته بـ”الاعتداءات المتكررة لقوات قسد ومحاولاتها السيطرة على نقاط وقرى جديدة”.
وأضافت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة: “نلتزم باتفاق العاشر من مارس، ولا توجد نوايا لعمليات عسكرية واسعة، لكن الجيش يقف أمام مسؤولياته في حماية أرواح الأهالي وممتلكاتهم، وكذلك أفراد الجيش والأمن من اعتداءات قوات قسد المتكررة”.

اتفاق العاشر من مارس.. سلام مهدد؟
يُشار إلى أن اتفاق العاشر من مارس، الذي وُقّع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، نص على وقف إطلاق النار ودمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة.
غير أن الاشتباكات الأخيرة تُظهر هشاشة هذا الاتفاق، وتثير تساؤلات حول مدى التزام الطرفين به، خصوصًا بعد سلسلة من التوترات والاشتباكات المحدودة التي شهدتها مناطق شمال وشمال شرقي سوريا خلال الأشهر الماضية.
اقرأ أيضًا:
البيت الأبيض: محادثات تقنية في مصر حول خطة ترامب بمشاركة ويتكوف وكوشنر
خلفية التوتر بين الجيش السوري وقسد
ترجع الخلافات بين الجيش السوري وقوات قسد إلى التنافس على السيطرة الميدانية شمال البلاد، لاسيما في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية مثل حلب والرقة والحسكة، وتتهم دمشق “قسد” بأنها تسعى إلى فرض نفوذها على حساب الدولة السورية، بينما تقول “قسد” إنها تتعرض لهجمات متكررة من الجيش السوري رغم اتفاقيات التهدئة.
يرى مراقبون أن استمرار هذه الاشتباكات قد يهدد بتفكك اتفاق مارس، ويعيد مشهد المواجهات المفتوحة بين الطرفين، وهو ما قد يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية جديدة في الشمال السوري، وفي المقابل، تشير مصادر دبلوماسية إلى وجود مساعٍ روسية وإيرانية للحفاظ على الاتفاق ومنع انهياره، في ظل المخاوف من عودة الفوضى الأمنية والعسكرية إلى المنطقة.