أعلنت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية (CMA) عن تصنيف شركة جوجل، التابعة لمجموعة ألفابت، كأول شركة تُمنح “وضع السوق الاستراتيجي” في المملكة المتحدة، بموجب قوانين تنظيم الأسواق الرقمية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام، ويفتح هذا التصنيف الباب أمام تدقيق أكثر صرامة لأعمال غوغل في مجالي البحث والإعلانات الرقمية داخل البلاد، دون أن يعني بالضرورة أن الشركة مارست ممارسات احتكارية مباشرة.

أسباب التصنيف: هيمنة راسخة ومخاوف متزايدة
أوضحت الهيئة أن جوجل تتمتع بـ”قوة سوقية كبيرة وراسخة” في البحث العام وإعلانات البحث، وهو ما يستدعي إخضاعها للرقابة لضمان التنافسية والشفافية في السوق،
كما أعربت الهيئة عن مخاوف تتعلق بعدالة نتائج البحث، وارتفاع تكاليف الإعلانات الرقمية، إضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل نتائج البحث، خاصة مع اعتماد الشركة بشكل متزايد على تلخيصات الذكاء الاصطناعي في محركها.
رد جوجل: تحذير من الإضرار بالابتكار
من جهته، علّق أوليفر بيثيل، المدير الأول لشؤون المنافسة في “جوجل”، محذرًا من أن التدخلات المقترحة قد تؤدي إلى فرض “قيود مكلفة” و”لوائح مفرطة الصرامة”، ما قد يعيق الابتكار والنمو التكنولوجي داخل المملكة المتحدة.
وقال بيثيل: “العديد من أفكار التدخل المطروحة من شأنها أن تُبطئ من إطلاق منتجات جديدة، وتُعطل مسيرة التطوير التقني في السوق البريطاني”.
اقرأ ايضًا:
جوجل تطلق اشتراكات “جيميناي” الجديدة لدعم الشركات في بناء وكلاء الذكاء الاصطناعي
خلفية أوروبية: جوجل تواجه ضغوطًا متزايدة في القارة
تأتي هذه الخطوة من المملكة المتحدة في أعقاب سلسلة من الإجراءات الأوروبية ضد جوجل، ففي سبتمبر الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي غرامة قدرها 3 مليارات يورو على الشركة، متهمًا إياها بتفضيل خدمات الإعلان الخاصة بها على حساب المنافسين، وقد أثارت هذه الغرامة ردود فعل سياسية، حيث وصفها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنها “غير عادلة للغاية”، ملوحًا بفرض رسوم جمركية انتقامية.
التصنيف لا يعني المخالفة.. ولكن الرقابة ستشتد
ورغم أن تصنيف جوجل ضمن فئة “وضع السوق الاستراتيجي” لا يعني تورطها حاليًا في ممارسات مناهضة للمنافسة، إلا أنه يُمكّن الهيئة من فرض عقوبات محتملة وإجراءات تنظيمية مشددة في حال ظهور أي ممارسات تضر بالمنافسين أو المستهلكين.