شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية، مساء الإثنين، حدثًا تاريخيًا تمثل في توقيع الوثيقة الشاملة بشأن اتفاق غزة “قمة شرم الشيخ للسلام”، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وبحضور عدد كبير من قادة العالم الذين تجمعوا في قمة شرم الشيخ للسلام، الهادفة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.
قمة شرم الشيخ للسلام.. اتفاق تاريخي يضع حدًا لأطول نزاع في المنطقة
ووقع الوثيقة كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مشهد يعكس وحدة الموقف الدولي تجاه تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وخلال مراسم التوقيع، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “قمة شرم الشيخ يوم عظيم للشرق الأوسط”، مؤكدًا أن الوثيقة الموقعة “شاملة للغاية وتوضح القواعد واللوائح المستقبلية للمنطقة”. وأضاف: “توصلنا في نهاية المطاف إلى حل لهذه المسألة التي استمرت أكثر من 3 آلاف عام… لقد كانت من أصعب النزاعات في العالم”.
ووصف ترامب اتفاق غزة بأنه “الأكبر والأهم المتعلق بالشرق الأوسط”، مشيدًا بدور القاهرة في إنجاح المفاوضات بقوله: “اخترنا مصر لسبب واضح، وهو مساعدتها الكبيرة. أنت، السيسي، قائد رائع وتقوم بعمل عظيم”.
شرم الشيخ.. عاصمة السلام تجمع قادة العالم
واستضافت مصر القمة برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري والأميركي، بمشاركة أكثر من 20 دولة من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، إضافة إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وعدد من المنظمات الدولية.

ووصل إلى مدينة شرم الشيخ عدد من القادة والزعماء، من أبرزهم:
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير
رئيس وزراء النرويج يوناس جار ستور
كما شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ممثلاً عن المملكة العربية السعودية، إلى جانب وفود من باراغواي وهولندا ودول أخرى.
أهداف القمة ومحاورها الرئيسية
تنعقد قمة شرم الشيخ للسلام تحت عنوان “نحو شرق أوسط آمن ومستقر”.
وتركز القمة على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إلى جانب إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ضمن إطار سياسي شامل يعالج جذور الصراع.
كما تسعى مصر من خلال القمة إلى بلورة رؤية مشتركة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وإطلاق مرحلة جديدة من التنمية والتعاون الإقليمي، بما يعزز الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
أهمية القمة في مسار السلام الإقليمي
تحظى قمة شرم الشيخ بأهمية استثنائية نظرًا لتوقيتها الحرج بعد عامين من الحرب على غزة. ويرى مراقبون أن القمة تمثل نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية، وفرصة لإعادة إحياء الجهود الدبلوماسية بعد سنوات من الجمود.
اقرأ أيضًا:
مشهد مثير داخل الكنيست.. نائب إسرائيلي يقاطع خطاب ترامب بلافتة “اعترفوا بفلسطين”
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الوثيقة الشاملة التي تم التوقيع عليها تتضمن آليات واضحة لوقف إطلاق النار الدائم، وخططًا لإعادة الإعمار، وضمانات أمنية متبادلة، مع الإشراف الدولي على التنفيذ.
حظي تنظيم القمة بتغطية إعلامية واسعة من كبرى القنوات ووكالات الأنباء العالمية، التي اعتبرت أن مصر عادت لتلعب دورها المحوري في قيادة جهود السلام الإقليمي.
كما أشادت الوفود المشاركة بـ”الجهود الحثيثة للرئيس عبد الفتاح السيسي في تقريب وجهات النظر وتحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة”.
بداية جديدة للشرق الأوسط
مع توقيع الوثيقة الشاملة في قمة شرم الشيخ، يفتح العالم صفحة جديدة في مسار السلام في الشرق الأوسط، بعد عقود من الصراعات والتوترات، ويأمل المراقبون أن يكون اتفاق غزة نقطة انطلاق حقيقية نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا وتعاونًا، بقيادة مصر وشركائها الدوليين.