شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية حدثًا تاريخيًا، حيث وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا على “وثيقة شرم الشيخ للسلام”، التي تؤكد التزامهم بتحقيق رؤية شاملة ومستدامة للسلام في الشرق الأوسط، وتدعو إلى إقامة ترتيبات سلمية دائمة في قطاع غزة، بما يضمن الأمن والازدهار المشترك لشعوب المنطقة.
الوثيقة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة السلام، جاءت لتضع حدًا للحرب في غزة وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي.
التزام جماعي ببناء شرق أوسط يسوده السلام والازدهار
نصّت وثيقة شرم الشيخ على التزام القادة الموقعين بتحقيق رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار في المنطقة، قائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك.
ودعت الوثيقة إلى التسامح والاحترام وتكافؤ الفرص لكل فرد، مؤكدة أن الشرق الأوسط يجب أن يكون مكانًا يمكن للجميع أن يطمح فيه إلى السلام والأمن والرخاء الاقتصادي، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الأصل العرقي.
كما أكدت الوثيقة أهمية التعاون من أجل ترسيخ أسس الاستقرار، وتعزيز العلاقات الودية والمنفعة المتبادلة بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين، وصولًا إلى مستقبل يسوده السلام الدائم والتعايش المشترك.
قادة العالم يوقّعون على إنهاء الحرب وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
بحسب نص الوثيقة، تم الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة وبدء وقف فوري لإطلاق النار إلى جانب تبادل الأسرى والمعتقلين بين إسرائيل وحركة حماس.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعادته بما تحقق، مؤكدًا أن ما جرى يُعد “يومًا عظيمًا للشرق الأوسط”.
وقال ترامب خلال مراسم التوقيع: “هذه الوثيقة تتضمن القواعد والترتيبات والتفاصيل اللازمة لتحقيق السلام، وأنا أؤكد أن هذا الاتفاق سيصمد”.
كما ثمّن ترامب الدور الكبير الذي لعبته الدول العربية والإسلامية في دعم مفاوضات التهدئة وتحقيق الانفراجة في غزة.
قمة شرم الشيخ تجمع قادة العالم وسط غياب نتنياهو وحماس
انعقدت قمة شرم الشيخ للسلام بمشاركة 31 من قادة وممثلي الدول والمنظمات الدولية، وترأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وحضر القمة كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما غاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وممثلو حركة حماس عن الحضور.
كما شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي صافح الرئيس الأمريكي في مشهد رمزي أعاد للأذهان صور المصالحة التاريخية.
ومثّل المملكة العربية السعودية في القمة الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، نيابةً عن ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي وجّه بدعم جهود السلام.
وخصّ ترامب ولي العهد السعودي بكلمة شكر قال فيها: “الأمير محمد بن سلمان قائد مُلهم وصديق عزيز، قام بعمل رائع لبلاده، وهو يلعب دورًا حاسمًا في صناعة السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
الوثيقة ترسم ملامح شرق أوسط جديد
أكد القادة الموقعون في ختام الوثيقة التزامهم “بالعمل المشترك لتنفيذ هذا الإرث التاريخي والحفاظ عليه، وبناء الأسس التي يمكن للأجيال القادمة أن تزدهر عليها معًا في سلام دائم”.
وأجمعت كلمات الزعماء على أن هذه الوثيقة تمثل نقطة تحول كبرى في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، وأنها تفتح الباب أمام عصر جديد من التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة.
وبهذا التوقيع، تكون وثيقة شرم الشيخ قد أرست معالم رؤية جديدة لشرق أوسط أكثر استقرارًا وإنسانية، يضع السلام أولًا كطريقٍ لمستقبلٍ مشترك يضمن الحقوق ويعزز الأمن لجميع شعوب المنطقة.
اقرأ ايضًا…كل ما تريد معرفته عن “قلادة النيل”.. أرفع وسام مصري منحَه السيسي لترامب لدوره في سلام غزة