وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الروسية موسكو، اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات موسعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن الزيارة تأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دمشق وموسكو، وبحث ملفات التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة في موازين القوى.
الكرملين: الزيارة تفتح فصلًا جديدًا في العلاقات الروسية – السورية
من جانبها، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن المحادثات التي سيجريها الرئيس بوتين مع نظيره السوري ستركز على سبل تطوير العلاقات بين البلدين، إضافة إلى مناقشة الوضع الراهن في الشرق الأوسط والتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.
وقال بيان الكرملين:“ستُعقد محادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري أحمد الشرع، الذي وصل إلى روسيا في زيارة عمل، وسيتم التطرق خلالها إلى ملفات التعاون الثنائي وتطورات الأوضاع الإقليمية”.
اقرأ أيضًا
الأمم المتحدة: 70 مليار دولار لإعادة إعمار غزة
الرئاسة السورية: الملفات المطروحة تشمل السياسة والاقتصاد والطاقة
وفي بيان رسمي صدر مساء أمس، أكدت مديرية الإعلام في الرئاسة السورية أن الرئيس الشرع سيجري لقاءً مطولًا مع الرئيس بوتين، لمناقشة المستجدات الإقليمية والدولية، إضافة إلى بحث آفاق التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين السوري والروسي.

وأشار البيان إلى أن الرئيس الشرع سيلتقي أيضًا أعضاء الجالية السورية في روسيا، إلى جانب عدد من المسؤولين الروس في المجالات الاقتصادية والطاقة والدفاع، بهدف توسيع قاعدة التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة.
موسكو ودمشق.. تحالف متجدد في وجه التحديات
تأتي زيارة الرئيس السوري إلى موسكو في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين استقرارًا استراتيجيًا طويل الأمد، إذ تعد روسيا أحد أبرز الحلفاء الدوليين لسوريا منذ اندلاع الأزمة عام 2011، وقد لعبت دورًا محوريًا في الدعم العسكري والسياسي لدمشق في مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية.
كما تسعى سوريا إلى جذب الاستثمارات الروسية في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والنقل، والزراعة، ضمن خطة لإعادة الإعمار وإعادة تنشيط الاقتصاد السوري.
في المقابل، تؤكد موسكو أن التعاون مع دمشق يمثل ركيزة أساسية في استراتيجيتها بالشرق الأوسط، في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة، ومحاولات روسيا تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي في المنطقة.
زيارة تحمل رسائل سياسية متعددة
ويرى محللون سياسيون أن زيارة الشرع إلى روسيا تحمل أبعادًا تتجاوز الإطار الثنائي، إذ تأتي في وقت تتجه فيه الأنظار نحو جهود التسوية السياسية في المنطقة، وتزايد الدعوات إلى إعادة سوريا إلى محيطها العربي والدولي.
ويؤكد الخبراء أن هذه الزيارة تعكس حرص الجانبين على توحيد المواقف إزاء القضايا الإقليمية، وتعزيز التعاون في مواجهة الضغوط الغربية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق وموسكو.
لقاء الجالية السورية في موسكو
وفي ختام الزيارة، من المقرر أن يلتقي الرئيس الشرع أبناء الجالية السورية في روسيا، حيث سيوجه كلمة تتناول مسار العلاقات بين البلدين ودور السوريين في الخارج في دعم جهود إعادة بناء الوطن.
ومن المتوقع أن يؤكد الشرع على عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين السوري والروسي، وحرص القيادة السورية على تعزيز التعاون بما يخدم المصالح الوطنية العليا.
