في عملية سطو جريئة ومحكمة، شهد متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، صباح الأحد، حادثة سرقة استهدفت مجموعة من أثمن مجوهرات التاج الملكي المعروضة في قاعة أبولو الشهيرة، وأسفرت العملية عن إغلاق المتحف مؤقتًا وفتح تحقيق واسع النطاق وسط حالة من الذهول والتساؤلات حول إجراءات الأمان.

تفاصيل العملية: سبع دقائق كانت كافية
وقعت السرقة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحًا، عندما وصل ثلاثة أو أربعة لصوص على متن دراجات نارية من طراز T Max، واقتحموا المتحف باستخدام مصعد شحن للوصول إلى قاعة أبولو في الطابق الأول.
بحسب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، استخدم المجرمون مطحنة زاوية لتحطيم علبتي عرض وسرقة المجوهرات، قبل أن يفروا على دراجاتهم بسرعة، في عملية لم تستغرق أكثر من سبع دقائق فقط.

مجوهرات لا تُقدّر بثمن
القطع المسروقة تنتمي لمجموعة التاج الملكي الفرنسي المعروضة منذ عام 1889، والتي صُنعت بأيدي أمهر الصاغة في العصور الماضية، وارتدتها شخصيات تاريخية بارزة، وتُعد هذه المجوهرات رمزًا للتراث الفرنسي، وذات قيمة تاريخية وفنية لا تُقاس بالمال.
المتحف يُغلق أبوابه والتحقيقات تبدأ
أغلق متحف اللوفر أبوابه “لأسباب استثنائية” فور وقوع الحادثة، وذلك للحفاظ على الأدلة والسماح لأجهزة الأمن بالتحقيق، وقد أعلنت النيابة العامة في باريس فتح تحقيق في “سرقة منظمة ومؤامرة جنائية”، وتم تكليف فرقة مكافحة اللصوصية وإدارة مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية بمتابعة القضية.
وزير الداخلية: “عملية محترفة للغاية”
أكد الوزير نونيز أن اللصوص أظهروا “خبرة كبيرة” في تنفيذ العملية، واصفًا السرقة بأنها “بالغة الأهمية”، وأضاف: “يبدو أنهم أجروا استطلاعًا مسبقًا، واستخدموا معدات متطورة، بما في ذلك مهدًا مثبتًا على شاحنة لكسر النوافذ والولوج إلى القاعة”.
وأعرب الوزير عن ثقته في استعادة المسروقات قريبًا، مؤكدًا أن معدل نجاح شرطة المحافظة في هذا النوع من القضايا مرتفع جدًا، حيث يتجاوز 50%.
العثور على قطعة من المجوهرات المسروقة
في تطور سريع، أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي العثور على قطعة مجوهرات قرب المتحف، وكشفت مصادر التحقيق أن القطعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني، المرصع بـ1354 ماسة و56 زمردة، وقد وُجد بحالة متضررة.

ثغرات أمنية تُعاد إلى الواجهة
اعترفت وزيرة الثقافة بوجود ثغرات أمنية في تأمين المتاحف الفرنسية، قائلة: “لم نهتم بتأمين المتاحف منذ أكثر من أربعين عامًا”، وأضافت أن إدارة المتحف طلبت منذ عامين تدقيقًا أمنيًا، مشددة على ضرورة التكيف مع أساليب الجريمة المنظمة الحديثة.
اقرأ أيضًا:
تايلور سويفت تتبرع بـ100 ألف دولار لعلاج الطفلة “ليلى” المصابة بسرطان نادر
قاعات ذات تاريخ حافل
تجدر الإشارة إلى أن قاعة أبولو، التي كانت مسرحًا للسرقة، تضم واحدة من أغلى مجموعات المتحف، وقد خضعت لعملية ترميم طويلة قبل إعادة افتتاحها في يناير 2020، وتأتي هذه الحادثة بالتزامن مع الذكرى المئوية لوفاة سارق لوحة “الموناليزا” الشهيرة، والتي سُرقت من المتحف في عام 1911.

متحف اللوفر: أيقونة ثقافية في قلب باريس
يقع متحف اللوفر في شارع ريفولي، ويُعد أكثر المتاحف زيارةً في العالم، حيث استقبل نحو 9 ملايين زائر عام 2024، 80% منهم من خارج فرنسا، وتشكل هذه العملية تحديًا جديدًا أمام السلطات الفرنسية في الحفاظ على إرث ثقافي عالمي، وسط تصاعد تهديدات الجريمة المنظمة.