غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، مطار القاهرة الدولي متوجهًا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، في زيارة رسمية يرأس خلالها وفد مصر المشارك في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى، المقرر انعقادها يوم الثاني والعشرين من أكتوبر الجاري، بمشاركة قادة الاتحاد الأوروبي وعدد من كبار المسؤولين الأوروبيين.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، إن هذه القمة تُعد محطة مفصلية في مسار العلاقات المصرية الأوروبية، إذ تأتي كأول قمة من نوعها بين الجانبين، وتتويجًا لمسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم إطلاقها رسميًا في القاهرة في مارس من العام الماضي، في إطار رؤية مشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية.
اقرأ أيضًا
ترامب يصعّد ضد كولومبيا.. رسوم جمركية جديدة وخفض للمساعدات
وأوضح الشناوي أن القمة ستشهد مناقشة واسعة لعدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وملفات الأمن الإقليمي والهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، إلى جانب سبل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما سيتم بحث آفاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والبنية التحتية، فضلًا عن التعاون في مجالات التعليم والتدريب والتكنولوجيا والتحول الرقمي.
وأشار المتحدث إلى أن الرئيس السيسي سيعقد، على هامش القمة، سلسلة من اللقاءات الثنائية المهمة مع عدد من القادة والمسؤولين الأوروبيين، من بينهم رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية، إلى جانب لقاء مع ملك بلجيكا، وذلك في إطار الحرص المتبادل على تطوير العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الراهنة.
وستتضمن الزيارة كذلك شقًا اقتصاديًا بارزًا، حيث من المقرر عقد منتدى اقتصادي موسّع على هامش القمة، يشارك فيه ممثلو كبرى الشركات الأوروبية وقيادات قطاع الأعمال، لبحث فرص الاستثمار في السوق المصرية، واستعراض التطورات التي شهدها مناخ الاستثمار والإصلاح الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة. كما سيُعرض خلال المنتدى البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل والصناعة والزراعة.
وأكد الشناوي أن المشاركة في القمة تمثل تأكيدًا على الدور المحوري لمصر كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحوار المصري الأوروبي يعكس إدراك الجانبين لأهمية تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها قضايا التنمية المستدامة، وتغير المناخ، وإدارة ملف الهجرة.

وتعكس الزيارة – بحسب مراقبين – تنامي الحضور المصري على الساحة الدولية، وسعي القاهرة لتوسيع شراكاتها مع التكتلات الاقتصادية الكبرى بما يخدم مصالحها الوطنية ويعزز من مكانتها كجسر للتواصل بين أوروبا والعالمين العربي والأفريقي.ش
