أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أن إدارته اتخذت سلسلة من الخطوات السياسية والدبلوماسية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على أن واشنطن تعمل على ضمان استقرار الأوضاع ومنع عودة التصعيد العسكري في المنطقة.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي عُقد على هامش لقائه مع رئيس الوزراء الأسترالي، إن بلاده “ستتخذ خطوات عديدة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، موضحًا أن الجهود الأمريكية تتركز على تثبيت التهدئة ومنع أي خروقات من أي طرف.
رسالة حازمة من ترامب
أوضح الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تنخرط عسكريًا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلًا: “لن أرسل جنودًا إلى غزة، فهناك دول كثيرة وقّعت على اتفاق إنهاء الحرب ونحن نعمل مع الجميع لضمان استمراره”.
وأضاف أن الوضع مع حركة حماس “ليس معقدًا كما يصوّره البعض”، مشيرًا إلى أن واشنطن “ستصحح أي انحراف عن الاتفاق”، معربًا عن تفاؤله بإمكانية الحفاظ على السلام في القطاع.
وأكد ترامب أن بلاده لم تمنح إسرائيل الإذن بدخول غزة مجددًا، في إشارة إلى رغبة إدارته في منع أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى انهيار الهدنة الهشة.
خطوات لضمان اتفاق السلام
شدد الرئيس الأمريكي على أن إدارته تعمل “بشكل مكثف لضمان تنفيذ اتفاق السلام في غزة”، مشيرًا إلى أن هناك تحركات دبلوماسية جارية مع أطراف إقليمية ودولية لتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.
وقال ترامب في تصريح لافت: “إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق، سنقضي عليها”، في تأكيد على أن واشنطن ستتعامل بحزم مع أي جهة تهدد عملية السلام أو تحاول تقويضها.
تصعيد محتمل في العلاقات الاقتصادية مع الصين
وفي سياق منفصل، تناول الرئيس الأمريكي العلاقات الاقتصادية بين بلاده والصين، محذرًا من أن واشنطن “ستفرض رسومًا جمركية هائلة على الصين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري”.
وأوضح ترامب أن بلاده مستعدة لفرض رسوم تصل إلى 175% على المنتجات الصينية إذا لم تستجب بكين للمطالب الأمريكية، مؤكدًا أن هذه الخطوات “ستحقق للولايات المتحدة مليارات الدولارات من العائدات”.
اقرأ أيضًا
الرئيس المصري يغادر القاهرة للمشاركة في أول قمة بين مصر والاتحاد الأوروبي
وقال ترامب بثقة: “أعتقد أن الصين ستبرم صفقة عادلة معنا، لأنها تدرك أننا نبحث عن علاقة اقتصادية متوازنة تحمي مصالح الأمريكيين”.
وفي تعليقه على الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وصف ترامب الصراع بأنه “حمام دم مروع”، مضيفًا: “لو كنت رئيسًا لما اندلعت هذه الحرب أصلًا”.
وأشار إلى أن سياسة إدارته السابقة كانت تقوم على “الردع الذكي والتوازن في إدارة الأزمات الدولية”، معتبرًا أن ما يجري في أوروبا الشرقية “نتيجة مباشرة لضعف القيادة الحالية في التعامل مع موسكو وكييف”.
ترامب بين ملفات ثلاثية معقدة
يرى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس سعيه إلى تقديم نفسه كزعيم قادر على إدارة الملفات الدولية المتشابكة بصرامة ومرونة في آنٍ واحد، خاصة في ظل الاستعدادات المبكرة للانتخابات الأمريكية المقبلة.
ويشير محللون إلى أن ملف غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة واشنطن على تحقيق توازن بين دعمها لإسرائيل والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، فيما يظل الملف الصيني تحديًا اقتصاديًا متناميًا يهدد التجارة العالمية.

أما الحرب الأوكرانية فتمثل – في نظر ترامب – رمزًا للفشل الدبلوماسي الذي يسعى لتجاوزه في حال عودته إلى البيت الأبيض.
