أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن حجم المساعدات الإنسانية الواصلة إلى قطاع غزة شهد زيادة نسبية خلال الأيام الأخيرة، لكنه لا يزال أقل بكثير من الهدف اليومي المحدد بـ2000 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على حركة المعابر.

وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم البرنامج، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء في جنيف، إن إيصال المساعدات إلى القطاع يواجه تحديات كبيرة بسبب فتح معبرين فقط هما كرم أبو سالم وكيسوفيم، مشيرة إلى أن الشمال الغزّي ما زال مغلقًا تمامًا رغم معاناته من المجاعة ونقص الغذاء.
اقرأ أيضًا
ترامب: إسرائيل لم تحصل على إذن بدخول غزة مجددًا
وأضافت عطيفة: “لكي نتمكن من تحقيق هذا التوسع في توزيع المساعدات والوصول إلى المناطق الأشد تضررًا، يتعين علينا استخدام كل نقاط العبور الحدودية المتاحة الآن، فالوضع الإنساني في غزة لا يحتمل المزيد من التأخير”.
استئناف دخول المساعدات بعد توقف مفاجئ
وجاءت تصريحات برنامج الأغذية العالمي بعد توقف مفاجئ استمر لساعات في حركة دخول المساعدات إلى غزة يوم الأحد الماضي، إثر قرار إسرائيلي أحادي الجانب بوقف مرور الشاحنات، بزعم خرق حركة حماس لوقف إطلاق النار.
غير أن القاهرة كثّفت اتصالاتها مع الأطراف الدولية المعنية، ما أدى إلى استئناف دخول الشاحنات المصرية أمس الاثنين عبر المعابر المخصصة، في خطوة جديدة تؤكد ثبات الموقف المصري الداعم للشعب الفلسطيني وحرصها على تخفيف معاناته الإنسانية.
مصر تواصل جهودها الإنسانية والدبلوماسية
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مصر تواصل تنسيقها مع الأمم المتحدة والجهات الدولية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى غزة، مشددة على أن القاهرة ستبقى محورًا رئيسيًا في إدارة عمليات الإغاثة ووسيطًا فاعلًا في تثبيت وقف إطلاق النار والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
يشهد قطاع غزة منذ أكثر من عام أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار المفروض منذ أكثر من 18 عامًا، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار شبه كامل في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية.
ومنذ تصاعد العمليات العسكرية، تعطل العمل في معظم المعابر الحدودية، ما جعل إدخال المساعدات يعتمد على ترتيبات معقدة تخضع لتدقيق أمني إسرائيلي صارم، يتسبب في بطء وصول الإمدادات الحيوية إلى ملايين المدنيين المحاصرين.
