في خطوة تؤكد توجه الإدارة الأمريكية نحو تعزيز حضورها الاقتصادي في منطقة جنوب شرق آسيا، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، اتفاقين جديدين مع كلٍّ من كمبوديا وتايلاند، وذلك على هامش القمة الإقليمية المنعقدة في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إنّ الاتفاق الأول مع كمبوديا يهدف إلى تطوير العلاقات التجارية المتبادلة، وفتح مجالات أوسع أمام الاستثمارات الأمريكية في قطاعات الزراعة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

اتفاق مع تايلاند حول المعادن الحيوية
وفي سياق متصل، وقّع ترامب أيضًا اتفاقًا ثانيًا مع تايلاند يركّز على تطوير التعاون في مجال المعادن الحيوية والاستراتيجية، وهي المعادن التي تدخل في صناعات حساسة مثل الإلكترونيات والطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية.
اقرأ أيضًا
ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا رغم العقوبات الأمريكية
ويُتوقع أن يتيح الاتفاق للطرفين تبادل الخبرات التقنية وزيادة الاستثمارات المشتركة في عمليات التنقيب والاستخراج والمعالجة، مما يعزز من قدرات البلدين في تأمين سلاسل الإمداد العالمية لهذه الموارد الحيوية.
اتفاق مرتقب مع ماليزيا
وكشف المسؤول الأمريكي أن الرئيس ترامب يستعد لتوقيع اتفاق ثالث مع ماليزيا خلال القمة نفسها، يتعلق أيضًا بمجال المعادن النادرة، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق سيكون محوريًا لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين واشنطن وكوالالمبور، ولبناء تحالفات استراتيجية في مواجهة المنافسة المتزايدة في سوق المعادن العالمي.
تعاون سياسي واقتصادي متجدد في جنوب شرق آسيا
وتأتي هذه الاتفاقيات بعد حفل رسمي حضره زعماء المنطقة، احتفاءً بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار الموسع بين تايلاند وكمبوديا، والذي اعتُبر خطوة مهمة لترسيخ الاستقرار الإقليمي، وتهيئة بيئة أكثر ملاءمة للتعاون الاقتصادي.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تعكس عودة قوية للدبلوماسية الاقتصادية الأمريكية في آسيا، ومحاولة لتوسيع النفوذ الأمريكي في منطقة تشهد تنافسًا متصاعدًا بين القوى الكبرى، لا سيما الصين والولايات المتحدة، على موارد الطاقة والمعادن الاستراتيجية.
